أعطوني منفًى ....زكريا شيخ أحمد / سوريا



أعطوني منفًى

القشّةُ
تقصمُ ظهرَ البعيرِ .
القشّةُ تُوهِمُ الغريقَ .
القشّةُ قدْ تقتلُ منْ وجدَ نفسَهُ في قلبِ حريقٍ .
افَضِلُ الموتَ على أنْ أكونَ قشّةً .

اللطخةُ
قد تُفقِدُ اللوحةَ قيمتَها الماديةَ
لكنَّها تترسخُ في الذاكرةِ
اكثرُ منَ اللوحةِ .
قد ننسى اللوحةَ
و لكنَّنا ابداً لنْ ننسى تلكَ اللطخةَ التي في اللوحةِ .

لا أقتربُ
لأنَّي أعرفُ جيداً و عن بعدٍ
حقيقةَ الغيابِ الذي يعقُبُ الإقترابَ .

لا أضحكُ
لأنّي أعرفُ جيداً جداً
حقيقةَ البكاءِ الذي يلي الضحكَ .

لا أبكي
لأنّي مشغولٌ كليةً
بإطفاءِ الحريقِ الذي يلتهمُ قلبي .

لا أريدُ أنْ أكونَ قشّةً و لا لطخةً و لا لوحةً ،
لا أريدُ الإقترابَ و لا الضحكَ و لا البكاءَ ،
أعطوني منفًى فقط و خذوا العالمَ .
أعطوني منفًى ....زكريا شيخ أحمد / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.