و لكننا غرباء ....بقلم عبدالوهاب الملوح / تونس
حسنا كلُّ شيْءٍ على ما يُرامُ :
سَمَاءُ الْمَدِينَةِ مُنْشَغِلَةٌ بِالْقِيَامَةِ
وَالنَّاسُ مُنْشَغِلُونَ بِمَا قَدْ يَزِيدُ شَهِيَّتَهُمْ للِنِّكَاحِ َ
وجرو ُالْحَقِيقَةِ يأخُذُ قَيْلُولَةً قُرْبَ مُسْتَنْقَعِ الْحُلْمِ
تحْرُسُهُ الْقَهْقَهَاتُ وَفَحْلُ الذُبَابِ
وَلَيْسَ لَنَا غَيْرُ الذَّهابِ إلَى حَيْثُ يَرْفُو الصَّدَى حَشْرَجَاتِ خُطَانَا
عَلَيْنَا الذَّهَابُ؛
سَنَذْكُرُها
فِي مَسَاءاتِنا
وَصَبَاحاَتِنَا
وسَنَذْكُرُهَا
فِي مَواوِيلِنَا
وبكاءات أيامنا
وجهُهَا فِكْرَة ٌ تتدفق أغنية؛
شعرها يتطاير أَسْرَابا من البجع المتدافع نحو الأعالي
صمتها يتداعى طُقُوسا تتردد أصداء رقص يكرره عَبَدَة ِ الرِّيحِ أتين مِنْ زمن
ٍكَانَ الليْلُ فِيه قرصان عشق
قَلْبُهَا وهو لاَ يُشْبِهُ القلب فِي شيءٍ
أنَّهُ جَمْرَةٌ تتوقد مشتعلة بالأمل.
[قَطْعًا يَتَطَلَّبُ الأَمْرُ حِكْمَةً لَهَا ضَرَاوَةُ الْفِتْنَةِ لِصِيَاغَةِ مُقَارَبَةٍ تَلْيقُ بِهِمَا]
كيفَ نَذْهَبُ
والمسالك سَكْرَانَةٌ أو تَعِجُّ بِالذُّهُولِ :
رأينَا السيَّاب فِي حضْنِ مُومِسٍ عَمْيَاء
يَقْرَأُ غُيُومَهُ وَيَتَفَجَّعُ كَنَبِيٍّ أهْمَلَهُ قَوْمُهُ
رَأَيْنَا غُنَّايَةً تَبْحَثُ بَيْنَ الْمَوْتَى عَنْ إِيقَاعِهَا
رَأَيْنَا بوُرْخِسْ يُعَلِّقُ عَلَى جُدُرَانِ الرِّيحِ مَلاَحقَ جَدِيدَةً مِنْ تَارِيخِ الْعَارِ
رَأَيْنَا الِمُتَنَبِّي عَلَى بَغْلَةٍ تمضغ عشبة؛
قَالَ لَنَا:هي نبَتَةُ جلجامش
رَأَيْنَا أَنْفُسَنَا مَشَارِيعَ خَاسِرَةً.
أَوْقَفَتْنَا الْمَسَافَةُ وَكَانت فِي شَكْلِ خِصْلَةٍ مِنْ خِصْلاَتِ صَوتِ الْتِي وَجْهُها فِكْرَةٌ...إلَخْ
وَقَالتْ:
-لَسْتُ فِي عُمْقِ جِرَاحِكُمْ.
نَاوَلَتْنَا الجِهَاتُ مَفَاتِيحَهَا؛ وَقَالتْ:
- حَيْثُمَا تَوَلُّوا رِيحَكُمْ؛ فَهُنَاكَ نُورُ الْتِي وَجْهُهَا فِكْرَةٌ...إلَخْ.
أَوْقَفَنَا الْوَقْتُ وَكَانَ يُرَدِّدُ أُغْنِيَةَ راب؛دندن وقَالَ:
-لاَ وَقْتَ غَيْرَ ما تُسَرِّحُهُ سَيِّدَةُ الْخَلَوَات منْ رِيَاحِ خَزْرَتِهَا ؛ اِمْضَوْا فَلَسْتُ فِي قَامَة أحْزَانِكمْ.
نالنا ظمأٌ وَهَتَفْنَا بالْمَاءِ؛ فقَالَ الماء:
-لاَمَاء غَيرَ ما يُريِقُ لُعَابُهَا من نبيذٍ بَابلي بِطَعْمِ كَمَإِ الأَفْجَارِ الْفَاجِرَة ِ
ألاهُبِّي بِصَحْنِكِ واصْبِحينا وَلاَتُبْقي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
لَيْسَ بَعْدَ هَذَا الْمَدَى غَيْرُ أَطْيَافِ ذَاكِرَةٍ؛يَرْتُقُ الْوَجْدُ أَلْوَانَهَا,تُوقِظُ السَّرْدَ؛سَرْدَ وَقَائِعِ أَزْمِنَةِ التِّيهِ؛ تُوقِظُهُ منْ بُكَاءِ الْحَقِيقَةِ؛ تُوقِظُهُ منْ عُنْفُوانِ الْقَصِيدَةِ.أذْكُرُ أَنَّ الْبِدَاياتِ كَانتْ مُلاَئِمَة ًلِمُعَلَّقَةٍ تُشْعِلُ النَّارَ فِي لُغَةِ الْبَدْوِ؛ أَذْكُرُ الشِّعْرَ أمْسِيَةً مَعَ فِنْجَانِ شَايٍ وَلَكِنَّ سَرْدَ الْوَقَائِعِ مُرٌّ وَهَذَا النَّبِيذُ بِطَعِمِ سَرْدٍ جَرِيءٍ.كانَ لَنَا مَوْعِدٌ فِي الْمَسَاءِ مَعَ الِّريحِ.
فِي مَرْقَصٍ صَاخِبٍ؛ بَادَلَتْنَا فَتَاةُ الْبُرُوقِ شُجونَ النَّهارِ,أَعَدَّتْ لَنَا الْمَائِدَه.
سَمَكٌ دَاخِنٌ
وَنَبِيذٌ مَحَلِّي
وَفَاكِهَةَ الرُّوحِ
لَمْ يَكُنْ دَافِئاً ذَلِكَ الِلَّيْلُ
والشَّجَرُ الْمُتَعَرِّي لِفَصْلٍ شَرِيدٍ؛تعَرَّى
يُكَفْكِفُ بَوْحَ السَّكَارىَ
ويَذْرِفُ حُلْمَ التُّرَابِ وَنَحْنُ كَمَا لَوْ..
ولَكِنَّنَا غُرَبَاءُ
وليس لَنَا غَيْرُ الذَّهَابِ إلَى حيْثُ
يَرْفُو الصَّدَى حَشْرَجَاتِ خُطَانَا
وَلَيْسَ لَنَا غَيْرُ تأويلنا لِخُرُوجِ الْفَرَاشَاتِ من عطر أَلْوَانِهَا.
قَالَ الأَوَّلُ:مَسَاطيل.
قَالَ الثَّاني:مَجَانِين.
قَالَ ثَالثٌ: مُحِبِينَ.
قَالَ رَابِعٌ:مَنْفِيينَ.
قالت الفراشاتُ: شعراء.
ونحن على ما يرام.
و لكننا غرباء ....بقلم عبدالوهاب الملوح / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
27 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: