رقصة الأصابع المبتورة ...بقلم هيثم الأمين / تونس



آخر الحريقِ.. رماد
و كلّ هذه الجثث،
التي تحمل صلبانها على ظهورها
و تمشي على جسدي،
ربّما، هي خدعة
أو خاتمة مفتوحة الآفاق.
يستمتع الليل ببتر أصابعي
واحدة، واحدة
و يحرّضني على الصّراخ
و في حلقي
دسّ قبضته كاملة و كلّ الشّوارع التي حملتني إلى التّيه الكبير!
هل يعلم أحدكم
كم هي عظيمة قبضة الليل؟!!
إنّها بحجم وجع قلب منكسر
أو أكبر قليلا.
آخر الحريق.. رماد
و هذه الريح ليست جريئة بما يكفي
لتضمّني أمام الأشجار
و ليست باردة بما يكفي
لتحنّطني إلى أن أبلغ،
بسلام،
زمنا آخر يرحّب بالغرباء الذين فقدوا أصابعهم
و التهمت الأرصفة الجائعة خطوتهم الثقيلة الظّل.
آخر الحريق..
رماد و صرخة تطفو على سطح الصّمت
و هذا المطر يكفّر أغاني المزاريب
كما يكفّر صلوات زجاج النّوافذ الموصدة.
آخر الحريق كلمة
"انطفاء"
و هذا العالم نصف درويش و نصف شيطان
لا يصدّق خرافة "رقصة الأصابع المبتورة"
و لا شيء يدعو للبقـ(ـكـ) ـاء
......
......
...
...
.
رقصة الأصابع المبتورة ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.