يغطي وجهه بشرشف ...بقلم افين حمو / سوريا

يغطي وجهه بشرشف
ينبح بوجهي لأجلس بقربه
اجلس القرفصاء بينما ظلي
يسجد تحت قدميه
سأوصيك قبل ان  ارافق الموت
اشهدي اني رجل  لاثاني بعدي
إياك أن تتوه ملامح وجهي عن ناظريك
أن يسقط عنك الحنين
أن تبرق عيناك وتهيم باشواقك عن شواطيء
أن تصبحي كعصفورة الصباحات
على إيقاع وطرب
يرحل قلبك
 كرحال يدق الأبواب لتجدي من ينقش
على صدرك حب ونار
أعلم تحبين البذخ
بودك لو كنت أميرة
تلبسين هذا وترمين ذاك
لا تقربي من الأسواق
والنظر إلى واجهات المحلات
فهي كمثلث برمودا سيبتلع مافي جيبك
وأن عدتي إلى بيتك
 لن تعودي إلا كعجوز قد هدك الدين
لا تجزعي حين موتي
قفي على جثتي وأعوي
كذئاب الليل
أربتي على كتف الهلع لينام
ابحثي عن أرخص حفار للقبور
وأن لم تعثري على ضالتك
كوني كالخلد واحفري باظافرك تحت شجرة التوت
ولا حاجة لغسلي بشامبو
وتعطير جثماني بعطر باهظ الثمن
يكفي ان تكفنيني بوشاحك القديم
لن تكوني وحيدة في أرض غريبة
فالمسافة بيننا قصيرة
 لا تقربي تحويشة العمر
لا حاجة لخيمة عزاء
لا رغبة لي  أن أكون من الرجال
الذين أشادت وانشدت بكرمهم السماء
لا تفيضي بمالي
دثريه بوشاح وشديه
على خصرك
وأشحذي منه حاجتك اللحوح
 أعلمي أن الحب بعدي عصيان
فاغزلي من خيوط حبي بيتا
يكون لك مهدا وصومعة
فاقطعي لي عهدا على نفسك
أن لاتكوني بعدي لإنسان
وأرمي غرائزك في بئر وأردميه
كوني امرأة تندى الحياء
كل عضو فيها تقيا خجولا
كوني كأحجية
لا تبان منها لمحة
سجد ظلي صاغرا مغشيا
وبقيت متدثرة بوشاحي
جالسة القرفصاء
أعزي نفسي
 بوفاة أمل نغش
 روحي الحائرة

افين حمو