شذرات من وحي الغروب بقلم رشيدة المراسي تونس
إلهي
وتحت الرّماد
بلاد
تئنّ من الإنتظار
........................
حلمت بالعام الجديد
قالب حلوى
فكيف أقسمه
بالعدل والقسطاس
على أطفال في المخيّمات
افترشوا العراء
و شربوا من كأس البرد
سنين عددا
.......................
كان عليّ
أن أجرّ الغابة خلف ظهري
وأن أصعد بها إلى الجبل
حتى لا يستدرجها إخوة يوسف
إلى البئر
كان عليّ
أن أصدّق الرؤيا
كما فعل إسماعيل
.....................
حارس المقبرة أعلن استقالته
وغيّر مكان إقامته
بعد خدمة طويلة لوجه الله
أحد الأموات قرّركتابة شهادة وفاته
لقاء خدماته الجليلة لهم
.....................
لا تنتظرني
فأنا عادة لا آتي حسب الموعد المقرّر
في الصباح أطعم البحر خبزي الطازج
أبسط كفيّ إلى السماء أستطلع شمسها
لأوزّع مناطيد جديدة للنوارس المهاجرة
........................
كل يوم يفتح البازار أبوابه
يعرض على الواجهة تنانير قصيرة
وبقية أنياب زرقاء مائلة إلى السواد
هي كل ما جمعه في رحلته
إلى الغابة الخلفية للمدينة
..........................
الحزن وحده
لا يكفي
حتى يجعلنا نضحك
على كذبة الفرح
........................
نريد أن يأتي إلينا الموت
دفعة واحدة
عاري الوجه
بلا وساطة تذكر
ما بيننا
وبين الله
........................
أحتاج إلى رئة أخرى
تمتصّ ما تبقّى
من أحزاني العصيّة
على الإحتراق
........................
أفكّك نسيج الخلايا العنقودية
لقنابل الساعة الموقوتة
وأخرج من التاريخ
بلا عقارب نحاسية
بلا قفازات سوداء
بلا متاهة انتظار
لأعلن أنني لا أنتمي
إلى زمن الساعة الحائطية
........................
التجاوز يا صديقي
أن نفتح على الذاكرة
في غرفة مظلمة
لا تخلو من التعقيم
نشقّ صرّة الورم
نقطع دابر الخيانة
ونتلو ما تيسّر
من آيات العرفان
وحين تتدفّق الدورة الدموية من جديد
بلا صفّارات إنذار مبكّر
نبتسم ونمضي
إلى نافذة الفجر
الذي ينتظرنا
.......................
عن أيّ دين
سنخرج
و في أيّ دين
سندخل
ونحن في ذمة الله
منذ عاد وثمود
قاتلنا الله
قاتلنا الله
.......................
خبّأت ما استطعت من صور البلاد
التي صعدت إلى الهاوية
وفي قبضتها
جماجم الحقول المشتعلة
.......................
كم من مهدي منتظر
قد ضلّ طريقه إلينا
وكم من أعور دجّال
قد حلّ بيننا
دونما استئذان
........................
سنغادرهذه البلاد
ذات مرة
آخر مرة
ونتعرّف على سماء جديدة
وتطأ أقدامنا أرضا أخرى
ربما لم نكن نعرفها من قبل
ربما هي تعرفنا
فتذكّرنا بداياتها
كما ذكّرتنا نهاياتنا هنا
أنّنا كنا مررنا عليها ذات حياة
أرهقناها فلفظتنا
الآن و هنا
وهناك الآن
......................
هذا الوطن
برمّته
قد وُضع
على لائحة الإغتيال
حتى لا يكون السبيل إليه
ممكنا
وآمنا
.....................
الغابة فسيحة
كانت أكبر من مساحة تصوراتي
صفراء باهتة
كلون الموت المجفّف تحت ظل التراب
والخريف سيّد فصولها الأربعة.
شذرات من وحي الغروب بقلم رشيدة المراسي تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: