لماذا تنظرين حالمة إلى البحر ...بقلم شادي سامي / مصر


لماذا تنظرين حالمة إلى البحر؟
ماذا تنتظرين من السماء؟
وكأنكِ تعرفين ما يجري،
وكأنكِ عبرتِ هذا الأفق من قبل.
لماذا يخيفكِ صوت الغربان؟
أنظر إلى عينيكِ
وأحاول العثور داخل رأسكِ الصغير
على إجابة.

أذهب ثم أعود
بفكرتين
أبوح بهما لعينيكِ الخضراوين..
هل تعرفين الشعر؟
هل تعرفين النثر؟
الشكل؟
أفكر في ما تمنح القصائد.
وما لا تمنح.
حين تبرد حبيبتي في الشتاء
ستحتاج إلى معطف من الفرو
لا لمعطف من الكلمات (لم يخترع بعد)
ستحتاج بين الحين والآخر إلى خاتم ذهبي
لا لفكرة خارقة
ستحتاج إلى ورود
الورود التي ما عادت مجانية. لا شيء مجاني في الحب.
وكأنكِ تعرفين الكلمات.
تثيركِ الرنانة منها: الحب.
فيما تخطف أنفاسك كلمات شاذة:
دفقة.
دفقة...
والهاجس يعود:
هذا ليس بحضورك الأول.
حياتكِ معاد إنتاجها.
يمكن ملاحظة هذا
بنظرة إلى مقلتيكِ الشاردتين.
بتثاؤب استعراضي طفولي وحنون
بأسنان بارزة وصغيرة وحادة
بمكر ربما ورثتِيهِ عن جداتكِ اللبؤات
تحاولين...
فيما السؤال يطرق رأسي :
ماذا لدي  لأخيفكِ به؟

لأجدادي تاريخ من المعارك
القتل
الدم
التعذيب
القهر
والوحشية غير المبررة
وحين أقول غير المبررة فأنا أقصد أننا لم نفعل هذا لنحوز سيادة/ مساحة ما
كنّا نفعل هذا لأننا نفعل هذا
وحسب.
عيناكِ الخضراوتان.
والبحر يهدر..
الهواء الرمادي.
المطر المنسال بصعوبة.
الغيم الثقيل الشفاف.
الغربان. النوارس.
الكثرة الموشية بالفراغ الموحش.
الخراب الخراب..
الكون المحترق في جزء منه،
والمهدد في آخر.
وأنا في فَـيْ حبيبة
أرتاح
باذلاً الوعود
التي يمكنني نقضها في الغد.

_
شادي سامي
لماذا تنظرين حالمة إلى البحر ...بقلم شادي سامي / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.