مِنذُ أنْ لاحت شمسُ غيابها في الأفُقِ ...بقلم حفظ الله الشرجي / اليمن
مِنذُ أنْ لاحت شمسُ غيابها في الأفُقِ
والدُنيا مُنطفِئةً في وجهي
ولحظتذاك الحدث المهيب
ضاعت مني ذاتي
إلى اليوم وأنا أبحثُ عنها بهذه العتمة الأبدية
إلى اليوم وأبواب الفرح مغلقة
على مصراعيها
إلى اليوم وأنا أخاف شبح الغروب
وحينما أنظر إلى احمرار الشمس في الأفق
أحسبه نزيفاً في سماء أحلامي
حدث كان بمثابة
طعنة أودعها الوقت بخنجر الغياب
فلم يسعفها النسيان
كل الأوقات واقفة ضدي
ووحده الليل من يواسيني بسمفونية تصدر
من بين زواياه ويعزفها سويره
سمفونية أصغي لها جيداً وأنسج على سماعها
فتيل الكلمات
لكنها كلمات محشورة في جدار التيه
ولاتصلح لأخيط بها جروحا صارت مزمنة.
وقبل أن يحدث هذا الخراب
وهبت سنوات من عمري
وهبتها في سبيل الحب دفعة واحدة
فنضجت مبكرا وإلا فأنا طفل الغياب
الذي يبحث عنها في وجوه العابرين
وناضج متعلق بها حد الطفولة
وملامحي التي تدل على أنني
كبرت
خلفها احتراق بلا دخان
بكاء بلا دموع
عويل بلا صوت
ونداءات يكتمها اليأس
ويقتلها الخذلان
هذا كله جاء بعد عمر قضيته على ضواحي
عينيها وكانت حدود سعادتي فيه
أن الصباح كان ينبلج من شرفة منزلها القديم
وإذا تثائبت من هناك تفتّح زهر شفتيها
فتصحو عصافير فمي وتتسابق لأجلها
أما عن حديثها
فقد كان يفوح عبقاً في المكان
فكنت أقول:
(وخير الكلام ياسيدتي
ماجاء من شفتيك
وإن كان قليلا بلا معنى)
لاشيء أحتاجه الآن سوى عمر
يحول بين ماقد مضى وبين عمر
أعيشه الآن
أحتاج وقتاً مختلفاً
وقتاً ليس كهذه الأوقات.
مِنذُ أنْ لاحت شمسُ غيابها في الأفُقِ ...بقلم حفظ الله الشرجي / اليمن
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: