السقوطُ حرٌّ ...بقلم هاني يحيي / مصر

السقوطُ حرٌّ

السقوطُ حرٌّ
تنتهي شهيةُ الصيدِ إذا أذهلتِ الفريسةُ الذئابَ بالعناقِ والهباتِ
لا حريةً في الحبِّ
كلُّ هدنةٍ فخٌّ
وكلُّ غفلةٍ تُفضي إلى الشراكِ
والفرارُ هوةٌ لا تنتهي
فامنحْ خلاياكَ شهيقَها الأخيرَ .. وانجرفْ
تباركُ الريحُ حماقاتِك حين تهتدي إلى الجنونِ
واشحذْ لاشتباكٍ موشكٍ بأسَكَ
وانجرفْ
 كذئبٍ يستثيرُهُ القتالُ، شهوةُ التربّصِ، انتفاضةٌ يائسةٌ، تردّدُ الطريدةِ
انجرفْ تمامًا
فالسقوطُ حر ٌّ
والقرابينُ التي تمنحُها للوقتِ لا تجدي هنا
وتوغلُ الذئابُ في الوحشةِ
لا يؤنسها غيرُ العواءِ
              وانتظارِها اكتمالِ القمرِ الشاردِ
 غاباتُك لا يحرسُها غيرُ ارتيابِ الآخرينَ
أنتَ وحدُكَ..
المراعي لا تليقُ بالمديحِ
ربما أغوتْكَ يوما..
ربما أرهقكَ الغيابُ..
لكنَّ البراثنَ التي أدمتْكَ أصقلتْكَ
فاستذئبْ كما لو أنّكَ الضوءُ الأخيرُ فوق هذه السهولِ
ليس غيرُ جاذبيةِ الوعودِ
             والتنقّلاتِ من فخٍّ إلى فخٍّ هنا
فاركضْ مع الريحِ
              تهاوَ نحو حريَّتِكَ الأخيرة
****          *****          *****
مونتريال 20/2/2020