على طريقة رجل خسر كلّ شيء....بقلم هيثم الأمين / تونس

سأحبّك، هذا المساء، على طريقة رجل خسر كلّ شيء.
أعدّ طبق المعكرونة،
الذي لا أُجيدُ غيره،
و أقلب كلّ المطبخ بحثا عن علبة خبّأت فيها "نفسك في الطبخ"
لأرشّ منها على المعكرونة
فيصير الطبق يؤكلْ.
أشغّل تسجيلا لمحادثة صوتيّة دارت بيننا حين كان الحبّ ثالثنا
و أأكلْ رغم صوتي الذي يُفسدُ كلّ شيء !
أطالعُ أخباركِ على حسابك الفايسبوكي الصّامت
من حساب لي نسيت أن تحظريه
و أشتُمُ كل تلك الأصابع الزرقاء التي تتودّد لك
و تصيبني القلوب الحمراء بالجنون.
أغنّي مع قهوتي كلّ تلك الأغنيات التي أحببتها
و أقرأ طالعي في الفنجان
و أتّهمه بالكفر
كلّما نسي أن يُعيدك إليّ.
أرى قدميك الحافيتين و هما تتسكعان في الصّالون
و بين يديّ،
أشمّ رائحة طلاء أظافرك و أنا أضعه لك،
أشمّ عطرك على صدري،
تُثيرني أصابعك و هي تعبث بأزرار قميص نومي
و أدندن: " يا بنت الناس أنا فقير دراهم يومي معدودة
لكن عندي قلب كبير بحر شطآنو ممدودة"
و أعلق في هذا المقطع...
سأخبرك سرّا خطيرا جدا؛
أعلم أنّه سيُغضبُك؛
و لكنّك، حتما، ستتفهّمين موقفي.
حين أعود، في المساء، إلى البيت، وحدي، كعادتي
و حين لا أجدُك في انتظاري، كعادتك، و لا أجد أحدا
و حين تكون حدبة التّعب على ظهري أقلّ من حجمها العاديّ
و بعد أن أعدّ طبق المعكرونة الذي لا أجيد غيره
و بعد مطالعة آخر أخبارك بحثا عن سبب وجيه لأتّصل بك، هاتفيا، بعد ثلاث سنوات
و بعد القهوة و دوّامة مقطع أغنية "يا بنت الناس"
و كرجل خسر كلّ شيء؛
أفتح حاسوبي
و أكتبُ قصيدة حب.
طبعا ليس هذا هو السّر الخطير !
و لكن أرجوووووووووك لا تغضبي
في الحقيقة،
يحدث أن...
في الحقيقة، الأمر محرجٌ جدا
حسنا،
يحدثُ أن...
أركّب صورة وجهك
على جسد بطلة فيلم إباحيٍّ و.........
...........................
.........
...
أستمني !!!!!!!!!!!!!!!