عندما كنتُ طفلا ...بقلم هيثم الأمين / تونس



عندما كنتُ طفلا،
كنتُ أذهب إلى العيد بفرح قليل.
عندما نضجتُ قليلا؛
قليلا بما يكفي لكي لا ينتصب قضيب حزني
و هو يتلصّص على كآبتي العارية، تماما، و هي تضاجعُ أصابعها؛
صرت أذهب إلى العيد دون فرح يذكرْ.
الآن، ما عدتُ أذهب إلى العيد.
صرتُ أوصدُني، في وجهه، بإحكام
و ألعب، مع أصابعي و وحدتي، لعبة الحرامي و الشرطة
و لسبب أجهله،
دائما، أتقمّص دور  الحرامي !
أربعون عاما مرّوا على جسدي
و أنا لا أتذكّر عيدا واحدا ذهبتُ إليه بكامل فرحي
أو بربع فرح.
حتّى أعيادي الخاصة ما كنتُ أتفطّنُ لها؛
تمرّ بجانبي و كأنّي لا أعني لها شيئا؛
تكتفي بإضافة "واحد" لعدّاد عمري
و تمضي دون تهنئة واحدة !
عندما كنتُ طفلا ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.