طلبات قصائد ...طقوس خاصة في عيد الحب ..بقلم هيثم الأمين / تونس
طلبات قصائد
ـــــــــــــــــــــــ
تقول امرأة،
لا وقت عندها لتُجيب عن كلّ أسئلتي:
أُكتُب لي / عنّي قصيدة
و أنا أُعدُّ لك أنوثتي كجرعة "كوالوجي" مضاعفة لتهضم حزنك.
تقول، أيضا:
سأدفعُ لك عُريي
و أكتُب لي / عنّي قصيدة حبّ.
أُخبرها أنّي لست آلة توزيع مشروبات غازيّة
لتدفعي لي قطعة منك
فأُخرج لك، من رأسي، قصيدة؛ فتغضب!
يقول مراهق،
دفع الكثير من الحديث من أجل قبلة:
حبيبتي تحبّ شاعرا؛
سأُرسلُ لك صورتها
و صوتها
و أكتبْ لي / عنها قصيدة لتُحبّني.
أقول:
أحتاج أن أحبّ حبيبتك لأكتب لك / عنها قصيدة؛ فيغضب
و يحظرني!!
يقول رجلٌ عاديٌّ، في المقهى:
إن كنتَ تكتبُ الشّعر
فأين العجز و الصّدر و القافية؟!!
أُجيب، ربّما ساخرا:
أنا لا أكتب الشّعر؛
أنا أمارس الشّذوذ على سرير الأبجديّة
و الصّدر و العجز
سيمران، الآن،من أمام المقهى بحثا عن قافية "حب"
فيضحك
و يدعوني للعبة ورق!
يقول أبي:
" الشعراء يتبعهم الغاوون"
فأكتُبْ قصائد عن الله.
و لكنّي أصمتْ.
تسألني أمّي:
هل سيدفعون لك مالا من أجل الشّعر؟!
فأضحكْ.
وحدها حبيبتي؛
تجلسُ في آخر الحكاية
و لا تطلب منّي قصيدة واحدة!!!
•••••••••••••••••••••••••••••
طقوس خاصة في عيد الحب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فستانك الأحمر؛
الذي يتجمّل بك، هذا المساء، لا يعجبني.
و هذا العطر الفاخر، أيضا، لا يعجبني.
لا تُعجبني، أيضا، هذه الكيكة التي على شكل قلب
و التي كتبت عليها، بالكرييم شانتيي، اسمينا.
هذه البالونات الحمراء،
هذه الورود الحمراء،
هذه الدّباديب الحمراء الشّاخصة كأواخر الحكايات
و هذه الشّموع الحمراء
لا تعجبني.
كلّ شيء، هنا، لا يعجبني.
نبدو كغريبين إلتقيا صدفة في محلّ جزارة
أو في مسلخ البلديّة
و أنا أحبّك.
دعينا من كلّ هذا؛
و إن كان لا بدّ من عيد للحبّ،
فلنقم، فيه، طقوسا خاصّة بنا؛
طقوسا تشبهنا تماما،
طقوسا لا تجوز لحبيبين غيرنا
و طقوسا
لا تحتفل بعيد الحب و لكنّها تؤكّد حبّنا.
كأن نجلس في وسط الحوش عاريين و نضحك.
لا تخافي من البرد؛ فأنا سأضمّك.
ثمّ أتشمّمك ككلب بولسيّ و أسكرْ بكِ
و تركضين
و ألاحقك
و تضحكين كثيرا جدا
و أدّعي أنّي أتساقط خلفك
أو لنقل أنّي أتساقط منك
و لا تخافي من البرد
فأنا سأضمّك.
بعد ذلك، سنعيد اللعبة في الصالون
و دون عطرك
و عاريين، أيضا،
ستمتطين ظهري
و سأركض بك في كلّ الدنيا
و نضحك كثيرا جدا
كلّما عبرتُ بك مدينة جديدة
فاتّهمنا أهلها بالجنون
و كلّما أتعبنا السّفر و الرّكض
أضمّك.
لن أناديك حبيبتي
و لا بأيّ اسم آخر
و سنتنادى فيما بيننا باسم واحد
اسم لا فرق فيه بيني و بينك،
اسم لا يُشير لشيء غيرنا،
اسم لا تنطقه الشّفاه
و لا يكتب...
لا تفكّري كثيرا في اسمنا الجديد
فكلّما ضممتك ستسمعين كُلّي يناديك به
و كلّما ضحكتِ سأسمعك تنادينني به.
في غرفة نومنا،
سنكون عاريين، طبعا،
لن نكون، في سريرنا، رجلا مع امرأة؛
سأكون بستانيّا مهووسا بغراسة الورود
و ستكونين قطعة من الجنّة.
لن نمارس الجنس آخر الليل
و لكنّنا
سنكون آلهة مدمجة
و سنخلق كونا يخصّنا
و أضمّك.
طلبات قصائد ...طقوس خاصة في عيد الحب ..بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: