أنا أشربُ الآن يا أمي...بقلم أدهم العقاد / قلسطين
أنا أشربُ الآن يا أمي، ولست ثَمِلًا
يخبروكِ عني أشياءً سيئة!
لا تصدقي، فأنا لا أثمل بخمسين زجاجة
كإبريق شايٍ عند الدالية.
أستمعُ الآن للإذاعة الوطنية
خمسُ طائراتٍ حربية تُغير على المدينة،
وتُسقِطُ أيّ ضوءٍ يحاول النهوض.
أرجوكِ؛ لا توقظي أبي
دعيه. حتى، وإن ماتت طفولتي مرةً أخرى،
دعيه يفكر في طريقةٍ مبتكرة
لتغيبر شكل الرغيف الممل.
لا تخرجي رأسك من النافذة،
فمذيع النشرة قبل قليل؛
أخذ نفسًا عميقًا، وشتمَ الرَّب في سره
ثم أذاع خبرًا عن شجرةٍ طينية
اقتُلعَتْ على الملأ
بينما الملائكة في السماء تتساءل قبل سقوطها؛
في أيِّ حقلٍ من السماء ستزرع!.
لا تغلقِ باب الشقة.
دعيه مفتوحًا على مصرعيه،
لعَلَّ قطعةَ أثاثٍ تعجبُ آلهةَ الحرب،
فتأخذ قسطًا من الراحة في الداخل
ويموت الاغراب.. كل الاغراب خلف الباب.
أجمعي كل اوراقي، اسمي وصورتي،
وما وصلت إليه من عُمرٍ في عَدِّ الخيبة،
واحرقيه؛ فربما يخرج عمودٌ دُخانيّ،
وتستيقظ آلهة الإستغاثة.
أنا أشربُ الآن يا أمي...بقلم أدهم العقاد / قلسطين
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
23 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: