شيءٌ ما يتحركُ داخلَ وجهي ...زكريا شيخ أحمد / سوريا
شيءٌ ما يتحركُ داخلَ وجهي
شيءٌ ما يتحركُ ؛
أَسمعُ طَرقَ خطواتِهِ ؛
تتكاثفُ الخطواتُ تتعالى أصواتُها ؛
أَتلفتُ حولي ؛
لا أحد في الغرفة .
جلدُ وجهي ينتفخُ ؛
منْ هؤلاءِ الذينَ يتحركونَ داخلَ وجهي !؟
تتسارعُ الأصواتُ و تتعالى الصيحاتُ .
من يركضُ داخلَ وجهي !؟
أقصدُ بينَ الجلدِ و اللحمِ .
أَفكُ رأسي أضعُهُ على الطاولةِ ،
أَفصلُ جلدَ وجهي عنْ لحمِهِ ،
من الذي اختارَ وجهي لينظمَ فيهِ ماراتوناً
أنا لا أُحبُّ المارتوناتِ
و لا أحبُّ السباقاتِ و الألعابَ
التي تنتهي بفوزِ البعضِ و خسارةِ البعضِ الآخرِ .
أَغسلُ الجلدَ على حدة ؛ أقتلعُ العالقينَ باللحمِ ،
أدخنُ سيجارةً ،
أتأكدُ منْ مغادرةِ الجميعِ ، أُعيدُ لصقَ الجلدِ باللحمِ
و أُركِبُ رأسي بينَ كتفي ،
أُدخنُ سيجارتي .
و أنا أدخنُ سيجارتي ،
أسمعُ أصواتاً أُخرى ،
أصواتاً تشبَهُ أصواتَ جنازيرِ الدباباتِ
و هديرِ الطائراتِ ،
تتكاثفُ الأصواتُ ، تعلو ،
يكادُ رأسي ينفجرُ ،
أتلفتُ حولي بصعوبةٍ ،
ارى الغرفةَ مليئةً بالاشلاءِ .
بسرعةٍ أُعيدُ فكَّ رأسي و أضعُهُ على الطاولةِ .
من الذي اختارَ وجهي ليقيمَ فيهِ حرباً !؟
أنا لا أُحبُّ الحروبَ .
أنا اكرهُ الحروبَ التي يموتُ فيها الأبرياءُ
و ينجو فيها القتلةُ .
اكرهُ الحروبَ .
أُلصقُ الجلدَ باللحمِ ،
بكلِ رويةٍ و اتزانٍ و حرصٍ و تؤدةٍ
مخافةَ أنْ تتملصَ دبابةٌ أو قاتلٌ لعينٌ ،
أَحرقُ الجلدَ و اللحمَ معَ الدباباتِ و الطائراتِ و القتلةِ .
أُعيدُ تركيبَ رأسي بينَ كتفي
و أُدخنُ سيجارتي بعمقٍ
و وجهٍ خالٍ منَ الجلدِ و اللحمِ .
٦ /١ /٢٠١٩
شيءٌ ما يتحركُ ؛
أَسمعُ طَرقَ خطواتِهِ ؛
تتكاثفُ الخطواتُ تتعالى أصواتُها ؛
أَتلفتُ حولي ؛
لا أحد في الغرفة .
جلدُ وجهي ينتفخُ ؛
منْ هؤلاءِ الذينَ يتحركونَ داخلَ وجهي !؟
تتسارعُ الأصواتُ و تتعالى الصيحاتُ .
من يركضُ داخلَ وجهي !؟
أقصدُ بينَ الجلدِ و اللحمِ .
أَفكُ رأسي أضعُهُ على الطاولةِ ،
أَفصلُ جلدَ وجهي عنْ لحمِهِ ،
من الذي اختارَ وجهي لينظمَ فيهِ ماراتوناً
أنا لا أُحبُّ المارتوناتِ
و لا أحبُّ السباقاتِ و الألعابَ
التي تنتهي بفوزِ البعضِ و خسارةِ البعضِ الآخرِ .
أَغسلُ الجلدَ على حدة ؛ أقتلعُ العالقينَ باللحمِ ،
أدخنُ سيجارةً ،
أتأكدُ منْ مغادرةِ الجميعِ ، أُعيدُ لصقَ الجلدِ باللحمِ
و أُركِبُ رأسي بينَ كتفي ،
أُدخنُ سيجارتي .
و أنا أدخنُ سيجارتي ،
أسمعُ أصواتاً أُخرى ،
أصواتاً تشبَهُ أصواتَ جنازيرِ الدباباتِ
و هديرِ الطائراتِ ،
تتكاثفُ الأصواتُ ، تعلو ،
يكادُ رأسي ينفجرُ ،
أتلفتُ حولي بصعوبةٍ ،
ارى الغرفةَ مليئةً بالاشلاءِ .
بسرعةٍ أُعيدُ فكَّ رأسي و أضعُهُ على الطاولةِ .
من الذي اختارَ وجهي ليقيمَ فيهِ حرباً !؟
أنا لا أُحبُّ الحروبَ .
أنا اكرهُ الحروبَ التي يموتُ فيها الأبرياءُ
و ينجو فيها القتلةُ .
اكرهُ الحروبَ .
أُلصقُ الجلدَ باللحمِ ،
بكلِ رويةٍ و اتزانٍ و حرصٍ و تؤدةٍ
مخافةَ أنْ تتملصَ دبابةٌ أو قاتلٌ لعينٌ ،
أَحرقُ الجلدَ و اللحمَ معَ الدباباتِ و الطائراتِ و القتلةِ .
أُعيدُ تركيبَ رأسي بينَ كتفي
و أُدخنُ سيجارتي بعمقٍ
و وجهٍ خالٍ منَ الجلدِ و اللحمِ .
٦ /١ /٢٠١٩
شيءٌ ما يتحركُ داخلَ وجهي ...زكريا شيخ أحمد / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
25 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: