المدينة العارية ....بقلم هيثم الأمين / تونس
غدا،
المشهد سيكون عاديّا جدّا
فبينما ستتبوّل المدينة العارية على غريب علق برصيفها
سيذهب أحدهم ليشتري الجوع من محلّ مغلقْ
و قد يستغلّ الوضع ليشتري جوعين و صحيفة محليّة مصابة بالهستيريا
ثمّ
سيعود إلى البيت
فيتناول نصف جوع
و إشاعة مكتوبة بالخطّ الأحمر العريض
و سيحاول طمأنة زوجته بأنّ الجوع متوفّر للجميعْ
و أنّ لعبة السّرير لا تخرق قانون الحجر الصّحّيْ.
غدا،
سيكون المشهد عاديّا جدا؛
ستلعق الأشباح جسد المدينة العارية
و ستكتم المدينة أنّات شهوتها
حتّى لا تتّهمها صوامع المساجد بالزّنا
و حتّى لا يتّهمها المفكّرون بإدارة مشروع امبريالي
و لا تفرض عليها الدولة ضريبة مجحفة
في الأثناء،
سنشرب ذاكرتنا باردة
و سنمارس الجنس أو الاستمناء بطرق مبتكرة
و سننام كثيرا.
غدا،
سينتهي كلّ شيء
فترتدي المدينة ما تبقّى في البيوت من جوعى
ثمّ ستجمع كلّ صورها و هي عارية من رؤوس المنتصرين بضربة حظ
و تخبّئها في أرشيف الحكومة
و ربّما ستشبع المقابر إلى حينْ.
المدينة العارية ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
25 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: