خواتم بلا أصابع ....بقلم ميرفت أبو حمزة/ لبنان
الكونُ أرجوحةُ وداعٍ
ولا أحدَ يهزُّها لتستفيقَ الريحُ
من سُباتِ الصمتِ ..
الأغصانُ غضَّةٌ..
تكاد لا تحملُ الحبالَ
ولأن المدى ضاقَ بوسعِهِ
ضاعتْ كخيطِ دخانٍ
كسحابةٍ بدَّدها الهواءُ
ونامت قبلَ أن يأتيَ المساءُ
لم تهطلْ إلى الآنَ
لكن الترابَ ما زال رطباً
يتكورُ على وجعِ النهاياتِ
عينانِ ذاويتانِ
وزهرٌ يشقُّ ريفَ الوقتِ
ويخرجُ عاتباً إلا على ربيعٍ
يكتبُ كلماتِهِ بأصابعِ الدمعِ الأزرقِ..
عينانِ شاسعتانِ
ترمقانِ الأخضرَ وهو يمتدُّ
ليرفعَ عتبَ الفصولِ
وآذارُ عينٌ حوراءُ جالَ نداها
وتوارى خشيةً
من عطشِ الأيامِ القادمةِ
في أفقِ القصيدةِ
يهزني الحنينُ ..
فتسقطُ مني العناوينُ
وتسقط ذاكرتي
وتسقط البراعم
وتسقط عن فمي الكلماتُ
في المستحيلِ
أُعبُرْ أيها الربيعُ
أُعبُرْ بكل ما فيكَ من عتبٍ
أُعبُرْ فوق القصبِ
فوقَ خدودِ الماءِ
وفوقَ الأوتارِ الذاويةِ ألحانُها
كي تُبعَثَ من آخرِ غيمةٍ واجمةٍ
مطراً ملوناً..
ها أنذا أقفُ عند حافةِ النهرِ
أَمُدُّ يدِيْ للماءِ
يتحولُ إلى سربِ حمامٍ ويطيرُ
أمد يدي لغصن لوزٍ مزهرٍ
يتحولُ إلى فراشاتٍ
ويرفلُ كُحلَهُ في عينيَّ فأبكي
أمد يدي للطريق لأمسكَ أولَهُ
يتحولُ إلى جسرٍ ويترنحُ
فوق جَرْفٍ يكاد يسقطُ
ها قد فرَغْتُ منك تماماً
ما عاد الشعرُ يرفعني عن الأَرْضِ
ليعيدَني طفلةً تتأرجحُ
على كفوفِ المجازِ
ما عاد يؤوبُ الصدى..
الأفقُ ينغلقُ بألّاك
والحبُّ ثورةٌ ..
مات كلُّ أحرارِها
وختَمَها العدمُ بشمعِ الغيابِ..
ضاعتْ مني كلُّ الأحاديثِ
ضاعت
مثلَ خاتَمٍ ثمينٍ أخذه الموجُ
واحتفى به رملٌ بلا ذاكرةٍ
أنامُ :
يستفيقُ الحلمُ..
الكونُ يمد حبالاً في اللا مرئيِّ ..
الأشجارُ تمشي ..المدى يتسع ..
الزهرُ يطلقُ عطرَهُ الممنوعَ ..
الماءُ يرتفع وينزلقُ ..
الأخضرُ يتسربُ من كل الثقوبِ
آذارُ يطلُّ من كل العيونِ
الحنينُ يؤوبُ ، الطيورُ تؤوبُ
يعود الطريقُ ، يعودُ الصدى
ثورة الحبِّ تجوبُ شوارعَ القلوبِ
الأراجيحُ تنبثقُ خلفَ اللا ممكنِ..
أَصحو :
رملُ الوداعِ يتوهجُ تبراً
على مرأى الشطآنِ
خواتمٌ بلا أصابعَ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديواني * كنتُ أرى *
ميرڤت أبوحمزة
خواتم بلا أصابع ....بقلم ميرفت أبو حمزة/ لبنان
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: