أنا قبيح من دونها يا داليدا ......بقلم بوبكر لمليتي/ المغرب



من يديكِ،
تعلَّمتُ كيف أديرُ المفتاح في قُفلِ الغيبِ.

فقط،
في سمائكِ
كان يحدثُ أن أراقبَ النُّجوم
في اللَّيل والنَّهار،
وأمسكَ يد الغيمةِ
التي تَجمَّعت من دُخان خسائري،
وأبيدَها هناك
كي أحلمَ مجدّداً
بضميرٍ مرتاحٍ!

من بذرةِ الرَّغبة في نظرتكِ
كنت أكتسبُ المناعةَ
ضِدَّ الرَّصاص،
في أرضِ عينيكِ
لم أكن أهمسُ بالتَّعويذةِ
التي حفِظتُها من أمّي ضدَّ الخِذلان..
كيف يمكنُ للخِذلان
أن يتلَصَّصَ على أرضٍ
باركَها اللَّه!؟

الآن في حقلِ عُزلتِي
بعصا قلقِي
أهشُّ علی قطيعِ غيابكِ الطَّويل..

أنا مثلكِ يا داليدا،
سأربطُ حبلاً في سقف قصيدةٍ
وأعلِّقهُ على عنقِي
وأنتحِر..

في أغنيتِها الأخيرة
لم تكن داليدا
تشدُو في الحقيقةِ،
لكن غيبَ الجمهور كان قاصراً..

كانت تُغنّي جُرحَها
وتُعلِّق حبلَ النَّغمةِ على عُنقها،
مُستكينةً لإيقاعِ المَوتِ:

"لم أَعُد أحلُم، لم أعد أدخِّن،
أصبحتُ بلا حكايةٍ، أنا قبيحةٌ من دونكَ،
أنا قذِرةٌ من دونكَ"
Lemliti
أنا قبيح من دونها يا داليدا ......بقلم بوبكر لمليتي/ المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.