نص البارحة .....بقلم نسرين المسعودي / تونس



سجائري  تفاصيل الذاكرة  .
  الشمس التي تحترق في الماء..
 الغرق الذي يلدنا  للضوء  اشلاء.
   التراب الرطب الذي يحرث  أنفاس الخطوات.
 يغرس النسيان في الطريق ،
 يسرّح   الضحك من مذبحة صدورنا .
يرفرف  بأصواتنا  بعيدا ...
 نحتاج الضحك فنبكي  طويلا  .
نسترجع ذواتنا،  بقهقهة ملح،
  و شهقات  صهيل متعبة. 
 أجسادنا  تنفث النار  من  جلودها .
لنقف  من جديد نعانق الحياة  بالغياب.
نحاول المضي نحو الهلاك بفخر  .
   الشّعْرُ   يرتعش في زمهرير الشيب و  الذقون.
 تحت تسابيح  العباءة المهترئة .
تحت السجاد الملون .
  تنبعث  الموسيقى ،في اعتصار  الحصى .
فوق  الوسائد القطنية في   عناقيد العنب .
 تبتسم الصباحات ،من شقوق   القرى العاجزة .
   الأماني المنكسرة و شظايا التعب.
  فوضى العواء .
  الظلم و الجوع و التنكيل بالجثث الحية  .
كمن يربتّ   على كتفيْ الليل
يعلمنا   مكر الظلام  و البوح و العشق  ...
  يدربنا على  الحنين و طعم العناق المر  .
  مرايا من دون إطارات تشدها
 تحب العراء و العرق و الموت .
   تعلمنا كيف ندس النار  في خصور نائمة 
نفك صفيح  الصدأ و الحديد الساخن .
فترقص  الاجساد  بحزن و وحشية .
  عارية في حوض الحمام.
تسكب   قصص الخوف  الهاربة، بين الأرداف .
   لا أرسم الاقدار  بالعطر .
 لا أشتهي القبلات الباردة .
لا تضحكني خيوط الدمى.
 لا تشدني أفلام الخيال العلمي .
و لا تدهشني  فساتين الجميلات ....
  أحب رائحة الجسد الملطخ بالحب .
   ايادي الوحل و   أقلامها الملونة .
  لا أفهم   الرسومات الكاريكاتورية.
  و لا أجد سببا   للصفعات البهلوانية .
و الخطوات المرعبة  في  رجفة   الحبال  .
 أكره    نصوص الأدب الساخرة  .
  الذئب بربطة عنق  فوق المنابر .
  الشفاه الغليظة تنقر  القمح.
 يد اليتيم في  قبضة الجلاد.
قطع الحلوى الرخيصة... و حذاء الثلج  .

   يصفعني  الشّعْرُ ...حين أفكر  .
حين أسأل .
حين أفهم ما يدور حولي  .
حين اقطع رأسي  .
رويدا...
رويدا ....
أمزق صرخة  لعنتي.......

نص البارحة .....بقلم نسرين المسعودي / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.