أن أشبه عاهرة ...فتحية بجاج / المغرب

 فتيحة بجاج السباعي 

أن أشبه عاهرة 


أحيانا كثيرة يزل صوابي

تركبني الحماقات

حتى أراني أشبه الغازيات

أو أنني واحدة من الغجريات

ألوح بنتورتي الملونة الطويلة

أعاكس بأطرافها خيوط الريح

وأنا أحوم بخفة حول نافورة الحارة

أراقص انسياب المياه 

تارة أحرك معصمي  لأسمع رنات الغوايش

وتارة أخرى أخلع نعلي الخفيف

أرخي العنان لخطوات مجنونة

ألاحق عرافة الحي العجوز

أمنحها كفي لتخبرني مالحكاية؟

حين يحملني الحال إلى قمة الرعونة

أراني إحدى الفتيات اللاتي يمتهن الدعارة

عاهرة يعني

إلا أنني قد يغلب علي الخجل

قد أكون محتشمة شيئا ما

أتخيلني  في إحدى الدور تلك

أهم بارتكاب أغرب السخافات

أرتدي فستانا ضيقا وقصيرا جدا

وتحته قميص شفاف بلون الجمر

أكون متبرجة حد الهبل

أضع عطرا قويا من النوع الرخيص

وأحمر شفاه فاقع

فوق رئسي، أضع وردة بنفسجية

هكذا على الجانب الأيسر

أتزين بأشياء غريبة

مثل أقراط كبيرة مدورة ومتدلية ومدوية

دزينة أساور ملونة

وخاتم على شكل أفعى

وأظافر طويلة مزيفة

أرسم وشما بصورة كف على ذراعي الأيمن

أزين عنقي بطوق من الذهب المزور

وأضع شالا بأهذاب طويلة تصل الركبة

مع حذاء أصفر لامع بكعب عال

أسير بخطوات مرتبكة

حتى أنني أحاول أن أقلدهن

فأتمايل متظاهرة بالثمالة

كي أبرز بعض مفاتني

وآخر  شيء

أرخي العنان لضحكة صاخبة

تختالها قهقهات مصطنعة

كأنني أخفي بها أوجاعا عميقة

وأكثم بها جهشات دفينة، 

وبها أثير انتباه تفاصيل المكان

لكن، ما إن أحس أن ظلا ما قادم

يكاد يغمرني،

ويحاول أن يلفني بحرارة

أهرول هاربة في غير اتجاه.

قد أدور رأسي لألقي نظرة أخيرة

وقد ألتفت حتى أرى كم أنا بعيدة

عن صدى الرعالة


أن أشبه عاهرة ...فتحية بجاج / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 09 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.