إبستيمولوجيا الكلاب ....بقلم أطلس حاضر / المغرب
إبستيمولوجيا الكلاب
•••••••••••••••••••
كان ديوجين يحمل مصباحه،
ينكش النهار
أما أنا فأُشعل كلبا
و أتحرش بالظلام
تعرف نظافة المدينة
من فروة قططها
ونظافة إنسانها
بسلامة الكلاب في حرب الأمعاء النابحة
في المدينة الفاضلة
يرعى الناس كلبا
وفي القبيلة النابحة
يفهم الطفل أن سبيله الأمثل للعيش: المخالب و العض
الأثداءُ الطبية، للجِراء،
كاملةَ الدسم
ولأطفال الشوارع حليب ذئاب
تخلفت عن قطار الارتقاء
أن تربي جروا خير من ابن آدم
رهان المستنسَخين
على تفويت الحياة
لمنويات قابلة للتدجين
كلبا كلبا
ندخل ميثولوجيا الأنياب الصقيلة،
المؤمنة
والغفيرة
كلب راعي الغنم
جائع يتغذى من أجوع
لا يتفقان
على نفس الصنف من النباح
كلب راعي البقر
مصاب بفوضى السمنة الخلاقة
يعجن شوكولاطة
من لحم جائع يلحس خشاش الأرض
هذا زمن الكلاب
واللسان الأزرق المجدور
اللغة أبجدية
مسنونة نابحة مسعورة
مشبعة بنفايات نصوص نافقة
لكلٍ كلبه يستأسد به
لكلٍ كلب يلعق به ماتبقى من نخاع في عظام الطريد
الانسان الذي يغدو عشبة يتيمة
في أرض مصعوقة بقنبلة جرثومية
هل يُرجع الكلب ما فَوّٓته القلب
ومن منهما داء للآخر القلب أم الكلب ؟
للقلب أُذٓيْنان،
المفترض أن يتحسس الصوت ويرهف السمع
للصمت الغائر بين نَشازَيْن
أما الكلب
فتكالب الافكار المسبقة
إذ تنبح
في وجه غريب لفَظتْه الأبواب
مُقلَّم الأنياب
كلب الغريب كالغريب
النباح مباح
على أن لايتعدى قطر الكتفين
قلب الغريب ككلبه
مؤجل الأحاسيس كالهوية
دفين الأضلاع الانفرادية
ومنذور لنباح
محدود الصلاحية
داء القلب
مقايضة أسناننا اللبنية بأنياب مكتملة الحديد
وداء الكلب
تصفيح الوجه ضد لص الطلاقة والعيش الجميل
لم ننتبه
حين نبتت من أظافرنا حيوانات فولاذية
تتنفس من مستحضرات جيف بشرية
لم ننتبه
ومن أفواهنا تندلق أذرع أخطبوطات
تتدرع بطلاوة الحرير
لم ننتبه
وعلى أجسادنا قامت جلود عازلة عن الريح والصوت والدبيب
محشوة بالصور والروث والفزع
كل مساء
تلتحف رؤوس
جرائدها الالكترونية وتنام
مخلفة وراءها
أرضا معصوبة النوافذ مغلقة الأبواب
•••••••••••••
إبستيمولوجيا الكلاب ....بقلم أطلس حاضر / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
06 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: