في البدءِ .....بقلم وديع أزمانو/ المغرب




في البدءِ
لم يكتشفِ الانسانُ النّار
لم يأكل تفّاحةً
ولم يعرِف شيئا
سوى أنّهُ ، منذورٌ
للخراب
/
علَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها
ثم أغلق دكََّان الوجود
هل كان يعلمُ حقَّا
الاسم المستجدَّ "للأنفلونزا" ؟
/
حملَ فيالقَ حيواناتٍ
كلَّ شيءٍ يدِبُّ
زوجا زوجا
ونسيَ
أعرجَ بساقٍ واحدةٍ
نسيَ
فردة حذائي
تصلحُ
لصفعِ وجهِ الطوفان
/
السفينةُ الخشبُ
حملناها ، فوقَ أكتافٍ هزيلةٍ
دفعناها في موجٍ ، بأنفاسنا
ولم ننتظر شيئا
السفينةُ الخشبُ
ها هي تنقلبُ علينا ، في غرقٍ
وحُطامها ، وقودُ نارٍ
تُشوى عليهِ
أجملُ بناتنا
/
من يتربَّصُ بالحياة
الانسانُ أم الطبيعة
لا أعلمُ كثيرا عن الطبيعةِ ، سوى أنها تنتفضُ
في سنواتٍ متباعدة
أما الانسان
هذه البعوضةُ المجنَحةُ في رأسِ نووي
هذا التمساحُ الجهنميُّ
هذا العطشُ الدمويُّ
هذه الفتنةُ الخرابُ
فينمو
سُعارا مجنونا
في قلبِ كلِّ انسان
/
لا ثمينَ غيرُ ما تجودُ بهِ
أحشاءُ الأرض
لا فتنةَ غيرُ فراغٍ
يسبحُ في فراغٍ
لا جنونَ ،غيرُ بشريَّةٍ
تتدافعُ
وتدفعُ عربتها
لحقلِ نارٍ
لا نارَ
غيرُ نظرةٍ مُكتمِلةٍ
لدائرةِ الجحيم
/
في الأقصى
ملامحي على قمرٍ
في الأدنى
قلبي مغروسٌ
فوقَ رُمحٍ
وصاروخٍ
أنحتُ اسمي فوق صخرةٍ
وأتدحرجُ
 واهبا للسُّقوطِ
ملحَ الأرضِ
وانتصار البراءة
/
إنَّهُ الربيع
سريعٌ مثل قَذْفٍ
لكنَّهُ الآن ، ربيعٌ مزيَّفٌ
قد غزت ورودهُ دماملُ
ربيعٌ دجَّالٌ
أصابَ الطبيعة ، بهلعٍ
جبالٌ تتهاوى ، سهولٌ تختنقُ ، قبورٌ تضيقُ ، موتٌ يتكلَّمُ
الأرضُ تتقيَّاُ جثتها
ونجماتٌ تحترقُ مع عظامٍ
إنهُ الربيع
آثار الحياة قليلةٌ
والمسخُ الأخيرُ في كهفهِ
يحرسُ
وحشَ القيامة !
........
....

في البدءِ .....بقلم وديع أزمانو/ المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.