المِيلادِيَّة ....بقلم عبدالله بليجان السمعو/ سوريا
المِيلادِيَّة
(1)
عن اليومِ الّذي ما زلتُ من أجلهِ أحيا
عن اليومِ الّذي أرى نفسي بهِ
كما يرى أبٌ نفسهُ في بكرهِ
فلا يُنكِرُ النَّسبَ
يعدُّ لهُ ما قالَ وما فعلَ
ولا يستكملُ العدَدَا
فيحملُ إسمهُ عنهُ
تخفيفاً لِما ثَقُلَ
أو يأخذُ إسمهُ منهُ
إحياءً لما وهبَ
وفي الحالينِ قد بَرَّ
فيُعِيدُني سيرتي الأُولى
كما أحببتُنِي أبدَا
(2)
عن اليومِ الّذي وحدهُ يرى أنّ الأمسَ أمسين
أمسٌ قد مضى
يدعونهُ في عُرفِهم ضاعَ سُدى
وندعوهُ في عُرفِنا هو كنزنا
أو حملاً عزيزاً كُلَّ خمسٍ قد يُعاوِدُ رُبَّما
وأمسٌ قد أبى أنْ يهجُرَا
تقطَّرَ في فمِ الغدِ
كَهَديٍ علاجِيٍّ
لا يُؤخذُ لنصفِ فعلٍ سخيفٍ
إنّما لتحقيقِ أثرٍ جانِبيْ
أثرٌ يعلمُ ما أخفى وما أبدى
(3)
عن اليومِ الّذي وحدهُ يُكذِّبُني
حينما أقولُ قد جفَّ إصبعيا
عنهُ الّذي إن حَلَّ عادَ الدَّمُ في يدِيَا
عنهُ الّذي وحدهُ يُصدِّقني
حينما أقولُ :
قد مَرَّ يومانْ
قد مرَّ يومانِ
لا عامانِ قد مضيا
(4)
عن اليومِ الّذي كُلَّما سألَ الرِّفاقَ عنّي
قالوا لهُ :
هو دونها للهِ ما أعطى وما أخَذَا
عنهُ الّذي أُعانقهُ كآخرِ ما تبقَّى لِيَ
ميلادُها
عنَّا هِيَ
عنَّا أنا
عنها هيَ
عنّي أنا
(5)
عن اليومِ الّذي ينهضُ الظِّلُّ فيهْ
كشِقِّ توأمٍ نكثَ قرابةَ الضَّوءِ وتخلّى عن أخِيهْ
أو يقفزُ عن الجدارِ بكُلِّ ما فيه
ويسبقُ الجسدَ بخطوتينِ إلى مصيرٍ يشتهيه
فيعتليه ويُنَصِّبُهُ عليه
هذي تقاسيمُ وجهِ الحبِّ تعرفها
بأبيضها .....
بأسودها .....
بزعفرةِ الدَّمِ فيها حينَ غيرتها
بالبريقِ المالحِ العطشِ
المغاثُ من إنعكاسِ وجهكِ في ماءِ مِحجَرِها
بابتسامتها الّتي توقِفُ الزَّمن لحظتينِ بلا حراكٍ ليكنزها
بحلِّ ألغازِ الفرح ؛
مترين عن ظهر السَّماء
/لا سِربَ أعلى هذا سربُ ضِحكَتها/
برقٌ أخضر
/هذا عِرقُ جبِينها/
نحلٌ عصِيٌّ عن التَّرويضِ بكاملِ إبرهِ
/هذا عسلُ عينيها/
مِجذافينِ لعبورِ النَّهر
/عظمَتَي رقبتِها/
الآنَ تقلَّد وَ قُد بِالهجرِ لا تأمر وبالوصلِ إسْتَبِد
أو يرسمُ عاتقاً لا يغالي فيه
أخفُّ وطأةً
يقوى عليهِ ولا يُبكِيه
لا يُحاصرُ الوسِيلة
ولا يُجفِلُ ظِباءَ الحِيلة
فيصلُ إلى مُبتَغَاهُ ويرتمي بين يديه
ويمتحنُ صحوتهُ بأن يمشي بيدهِ على وجهِ المُبْتَغَى
فيشدُّهُ إلى صدرهِ بضمَّةٍ
كمن يقولُ في فقدِ نُطقٍ مؤقتٍ
هذا هو هذا هو
فيُعيدُ للحواسِ إكتراثها
فتقولُ :
أيّها الظِّلُّ أنا كليمةُ الجسدِ
فشُقَّ طَرف إصبعكَ مُجدَّداً وآخِيه
هو عندها الآن
فكن عندَ حُسنِ ظنِّ ظِلّها
وشكِّلا وجداً وأطلِقا شُهبا
(6)
عن اليومِ الّذي يُغوي الحقيقةَ بالجلوسِ مكانه
كي تفُكَّ لِجامها الطّوعي
أو تميطَ لثامها
لِيرى بنات التَّوق السَّبايَا
فيرحبُ شِدقَيهِ ما أكثرهُن !!!
فيأخذُ من سريرتها ويُضفي في غريزتها
وَجَعَ الجوابِ على السُّؤال
ويأخذُ من غريزتها ويُضفي في سريرتها
وَقْعَ السُّؤال على الجواب
كمن يستبدلُ السُّوطَ بكاساتِ الحِجَامة
فتقولُ : أيُّها الثِّقةُ في قولِ لا عليكِ
أين أذهبُ بهنَّ
وهذا الشَّوقُ كعيبٍ خَلْقِيٍّ لا يُحجَب
وهذا الجَسدُ سَيُفشِي السِّرَّ كخيطِ القِنَّب
أين سأذهب ؟
استشيري حكمةَ الأصلِ استشيري
فما كانَ منهُ فهو لها
وما كان مِنها فهو لهُ
ولكن أينَ هُما ؟
فتقولُ :
يزورُني ذُنْبُهُ في كُلِّ يومٍ يرتجي
هلّا غفرتِ فظهري قد إنحنيَا
فأقولُ :
وما الجَدوى؟ وما الجَدوى !
فيمضي للضبابِ مُنتمِيَا
(7)
أنتَ المنادى أيُّها اليوم أو يَا
الأزجُّ كوجهِ نبي
الأبلَجُ كاسم أبي
الرّياضُ المزهرةُ كقبرِ تقي
المارِدُ المُتمَنِّي
المعثورُ عليهِ بعد جُهدٍ كضالَّة
الغفرانُ عن كُلِّ نازلةٍ وحالَّة
المعتصمُ بجسدي كحُنجرةٍ بارِزة
الحسرةُ المُبتسِمة
المشيرُ إلَيَّ كشاهِدة
الرَّف الّذي تتوضَّعُ عليه كراريسُ الذَّاكرة
السِّيناريست الّذي إختارنا أبطالاً
وتركنا تأويلاً مفتوحاً نحو الهاوية
شَعرَةُ مُعاوية
القَدرُ المرسومُ حَولِي باحترافٍ كدورانِ ثوبِ المَوْلويَّة
حزنُ المجدليَّة
الصّرخةُ كَطَلْقِ أربعينيَّةِ شتاء
الوليدُ الَّذي أَذَّنَ في أُذُنهِ فمُ الرَّجاء
الصَّوتُ الصَّحِل
الوِحشَةُ الوَحشَةُ الغول
بطنُ الحوتِ الأجوف
البُردَةُ عندما أرتجف
المعقلُ الأخيرُ للشغف
المآلُ المُسعِف
ضَوْعُ قميصِ يُوسف
البُدُّ الضَّروريُّ اللَّاترف
الطَّللُ الخفير
السِّرُّ القرير
السَّريرُ الوثير
المِشنقةُ الحرير
التَّبريرُ الخاملُ كمنجمٍ ما شُقَّ على قلبهِ
المُبطَّنُ بالوَلَه
الكتفُ السَّند
الحبلُ المسد
الأغنيةُ المربوطةُ بوتد
البندُ الأحمر الّذي لا تُساوِمُ عليهِ القضيّة
الممهورُ بخاتمها المانحِ للهويَّة
صائغُ الدّمع
بائعُ الشَّمع
أنا أحدُ ال /هما/ الَّذَيْنِ كُنتَ تبحثُ عنهما
أو كِلاهُما إن كُنتَ تقرأُنا كصبرٍ قد وَهَىْ
أو الغابةُ الّتي تاهت في صوتها
أو كلانا فاخشع كأهل الهوى
وغنِّي (مازلتما) (مازلتما )
كي أرى التُّوتَ في دَمِيَا
وتعالَ أيُّها اليوم نُمضِيكَ صُحبَتِيا
كي أُرِيكَ متحفَ الشَّمعِ الّذي
بناهُ الشَّوقُ وأسكَنَ بهِ غَدِيَا
(8)
هَل تنتظر أَحَدَا ؟
أم ضللتَ الطَّريقَ وتقتفي أَثرَا ؟
إنِّي أراكَ إثنانِ تتناوبانِ على الخُطَى
وعلى صوابِ الدَّلائِلِ وعلى الخَطَا
أحدهما يقولُ : (إنتظرني )
والآخرُ يقولُ : ( هيَّا بِنَا )
يا شاحبَ الخُطَى
دعكَ من هذا الهُدوءِ المُمْتَطَى
فما النَّفعُ مِن أن تُضاهي شُرودَ الماءِ قبلَ رميِ الحصى
هذا إنغماسٌ مُضَلِّلٌ ليسَ إلّا
فخُذنا إلى ذِمَّةِ الشَّمعِ
ونقِّلْنَا ما بين حَسْبها وما زالَ لديها
فالوِزرُ في ذمَّةِ الشَّمعِ
وإِنْ قسى يكونُ قد رَحِمَا
(9)
بابٌ خشبيٌّ يُرجَّحُ أنَّ شجرةَ عائِلتهِ تَخلَّت عنهُ
أو أُجبِرَت على نبذهِ
فاختارَ أن يحرسَ وضوحَ العاشقين
ومللٌ غيرُ فضوليٍّ يختارُ أن يجتازَ نفسهُ
بأيِّ شيءٍ إلَّا زيارتهُ
وعبارةٌ في ثُلثهِ الأعلى تقول :
/هنا نُعيدُ ترتيبَ الزَّمان/
لا شيءَ يُوحِي بالغموض
ولا رِيحَ خلفهُ لِتخشى فتحهُ
إنَّما تماثيلٌ بِشَبَهٍ بديهيٍّ لنا
كانت أوسعَ من مُحيطِ عدسةِ التَّصوير
أو رُبَّما كان وهجها يفوقُ الضَّوءَ المُسلَّط عليها
فآثَرَ أن يَنفردَ بسُلطتهِ
وانحازَ لما هو ضِدّها
/للأعينِ الحمراء /
وتركها قُبيلَ الوصول
لتقول :
هُنا المنفى هُنا المنفى
(10)
ها نحنُ ذا
لِنبدأ من هُنا
من تمثالٍ لي يُخاطبُ الحُلم َ
أنا كنتُ أرضَ الحربِ الَّتي دارت بينكَ وبين الكبرياء
لم أكُن حِياديَّاً أو رماديَّاً
أنا كُنتُ إِلفَكَ
واثقَ البياضِ بك
شَهِدتُ هزائمهُ جميعها
وقلتُ فيها تَرِبَت يَدُكْ
وشَهِدتُ يومَ حشدتَ عليهِ وقلت :
أيّتها التَّفاصيلُ الجنودُ المُجعَّبَة
فُكّي جُعبكِ لا حاجةَ لنا بها
بيضاءُ يَدُكِ
وأنتصرتَ كَمُخْلَصٍ
فعلامَ أهديتَ نصركَ للفراق
وإِلَامَ تماديتَ في الهجرانِ يا حُلمي
أنا كم مشيتُكَ في خيالي
خطوةً فاقت هروبي
أنا كم غصصتُكَ عَبْرَةً في باب حَلْقِي
ثُمَّ استغثتُكَ ماء
أنا كم رأيتُكَ مخبأي
حينما تجنَّت عليَّ الليالي
تعالَ اشْهَد كيفَ تنصَّتَتْ عليَّ الأغاني
ثُمَّ غَنَّتنَا معاً
وِردَاً للسَّماءْ
أَعِدنِي إِليكَ إِقْبلنِي
أعِد إعترافكَ بي
لو بالتَّبنِّي
أنا من بدأتُكَ فاخترني لِأُكمِلك
وقل لي :
هذا الواقعُ القاصِرُ جِدَّاً دعهُ وشأنه لا تُربكهُ
تعالَ إِلَيَّ
(11)
وتمثالٌ لِجُنديٍّ بنجمة
يُعطي دُروساً في السِّلاح
عن السُّدادَةِ والشُّعيرة
عن حُجرةِ الإنفجارِ والسَّبطانة
عن المغلاقِ والأُكرة
عن خطوطِ الحلزنة
ويخرجُ ليلاً ليسألَ الجُنْدَ الحَرَس
ماذا يقول الليل
/لا شيء سيّدي /
ليعرفَ أنَّها مُجدّداً نوبةُ شقيقة
يُدافِعُ عن وطنٍ
لم يمنحهُ مِتراً للعناق
أو فُرصةً ليقول :
لكنَّ حبيبتي أولى
وطنٌ أشبهُ بذكرِ الفقمة
أنا الجنديُّ ذو النّجمة
أيا وطني إِعفيني مِنَ الخدمة
أو امنحني ولو فُرصة
فإنَّ حبيبتي أوْلَى
(12)
وتمثالٌ ضخمٌ للفراق
لا يقتربُ بشبَهِهِ من شيء
أو رُبَّما كانَ إمتزاجَ أسوءِ الأشياء
منحتُهُ رشفةً من نصفِ الكأسِ المملوء
أو لِنَقُل بعضَ الملاحةِ لأُحافظَ على نِسبيَّةِ الأشياء
يبينُ نصفُ وجههِ
ونصفهُ الآخر يخفى
إِلَّا عن الجدار
وهو لا ينطق
وعن العشاق الذين أوقعَ بهم وهُم قِسمين
قسمٌ أوْدَت بهِ الأَنَفَةُ إلى أن يُزخرِفَ الأمر
كنوعٍ من المقايضةِ بينَ الفراقِ وبينهم
يُخفِي فيها الأوّل ما وَسَمَهُم به
وهم بدورهم يُزخرفونه
وقسمٌ ذِيعَ عنهُ أنَّهُ يُهوِّلُ الأمر
لِذا حتَّى وإن وصفوهُ سيبدو الأمر أقرب للخرافة
ناهيك عن كونِ أنَّ الإنسان فُطِرَ على حُبِّ التَّجربة .
على كتفهِ غرابٌ فصلتُ رأسهُ عن جسدهِ.
يُقلِّبُ خاتماً بيمينهِ
وبشمالهِ ورقةٌ تضمَّنت حوارنا الأخير
/لماذا اخترتنا ؟/
لا شيءَ مُطلَقْ
قالها بقلقٍ
وكأنَّ الخوفَ أستأنسهُ
ثُمَّ دَارَاهُ بأن أضافَ
أيكفي أَلَّا أكونَ على حق
لستُ أحمق
فقد رأيتُ بِكما خلاصاً لنصفِ وجهي المُخبّأ
وحدهُ اللهفُ الذي كانَ بينكما
قادرٌ على تشييعِ قُبحِي
فلا تُجحِف ولا تُلحِف
أنتَ خَيرُ من يعرف
كانت حاجتي لكُما
كحاجتِكَ لأن تُقرِنَ شتيمةً أو لعنةً في جُملتِك
لِتُعبِّرَ عن مدى حُبِّكَ فينتشي المعنى
ثُمَّ مَنْ ذا الَّذي لا يرغبُ بأن يُحرَسَ بشوقِكَ
هذا الكلبُ النَّزِق
/دَعنَا لنَا أرجوك /
كانَ عليكَ أَلَّا تعرفَ أنَّ القناعةَ
شفقةٌ تُراقِصُ نفسكَ رقصاً مُبْتَذَل
دَعكَ مِمَّا حَصَلْ
فما حَصَلَ لم يَكُن قَبض روحٍ
إنَّما قبضُ وصل
والوصلُ في شرعِ الحُبِّ عرفٌ لا يُنَصَّل
فإلى متى ستبقى تظنُّ أنَّكَ ستُحدِثُ فرقاً
ها هو ذا قلبكَ
يلوكُ حُبَّكُما كعلكةٍ خضراء
يدقُّ الماءَ وهي ماء
يا فتى كَثُرَ الجفى
إسحَب يَدَكْ وقُل كفى
إِنِّي هزمتُكَ قُضِيَ الأمرُ وأنتهى
فقلتُ :
يا حُبُّ إنَّهُ طغى
ثُمَّ وضعتُ فأساً في عُنقهِ
وهأنذا إلى يومِنا هذا
أنتظِرُ النُّبُوّة .
لَكِن لماذا فصلتَ رأس الغرابِ عن جسده ؟
لأنَّهُ سرقَ خاتمنا وحَوَّلَنِي إلى نَكِرَة
(13)
كُرسِيَّانِ من الشَّمعِ لنَا
الكُلُّ مُحتفلٌ بِنَا وأنا بِها
وصديقٌ يُقاطِعُ المغني كي يُلقي قصيدة
ومفاجئةٌ منها تُباغِتُ الفرحَ
فيقول :
حتَّى أنا لم أَصِل إلى هُنا يا داهِية
ثُمَّ أوفي بنذري
في / باب توما / أحملها على المَرْأَى
(14)
تفاصيلٌ محفوظةٌ كصغيرٍ في جَوْرَبِ الكنغر
فلا يدُ النِّسيانِ تحفُّها
ولا يُبلِّلُها سَأمٌ أو ضَجَر
فَهَا تِمثالٌ لساحةٍ
كُنتُ أنسى فيها فَدَاحَة نبري
وأعلو بصوتي أُحِبُّكِ أُحِبُّكِ
فتقولُ :
حانَ دوري فاصرخ عنِّي
فيكبرُ مقاسُ الحُبِّ
ويأتي تماماً
على قدرِ عَزمِ قلبِها وقلبي
لَرُبَّما أصبحت هذهِ السَّاحةُ الآن
حديقةً من لبلابٍ يُناصِفُ الفُلفُلَ الباكي
فمن يدري
وها تمثالٌ لِبائعِ السَّبانخِ العجوزِ
على جسر الرَّئيس
يُغري ببسمتهِ المارِّينَ
وها هِيَ تشتري
وها تمثالٌ
/ يكفي .....يكفي
ما كُلُّ هذا
إِنِّي أرى تماثيلاً تكفي لأن تكونَ مدى
ولا يسعُني أَن أبقى لأشهدَ رويَها
لكن أَهُوَ التَّغنِّي ؟ /
لا تَغَنِّي ولا تَعَنِّي
إِنَّما أظافرُ شوقٍ
ألهَيتُها قليلاً بالشَّمعِ عنِّي
فهَل من غَمْسٍ بنهرِ اللقا
لهذا الجهنَّمي
فيُشفى وأُشفى بدوري
/ ليتَ الأمرَ بِيَدِي
فأُعطِي ومَا أُبقِي ،
هل لي أن أقتَنِي أحدها ؟/
خُذ ما شِئتَ مِنها
وإن شئتَ خذها كُلَّها
وأعطِها لها
وأخبِرها بِأنِّ
القلبَ يَسرِي نحوها
" هَيَّا على هَيَّا "
(15)
قبلَ أن أمضي
ماذا عن حُبيباتِ الشَّمع الّتي تملأ أرضَ متحفكَ
فقد لَفَتنَ نظري ؟
هذا أَرُزُّ العروس
مهلاً كأنَّ التماثِيلَ تذوب
هِيَ لا تسيل
كُلُّ ما في الأمر أنَّها عَرِفَت أنَّك مِنها
وتُوشِكُ أن تتجسَّد
لكن ماذا إن تجسّدَ معها الفراق
ستتجَسَّدُ الفأسُ في عنقه
وتقول :
آنَ أَنْ تكُونَا سَوِيَّا .
25/1/2020
المِيلادِيَّة ....بقلم عبدالله بليجان السمعو/ سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: