مجردّ نصّ عاقر ...بقلم هيثم الأمين / تونس
مجردّ نصّ عاقر
لا سفرَ
و هذه الطّرقات لا تنجب إلّا رسائل دون عناوين
و تحيضُ الوداعاتْ
و لا حقائب
تخفي، في جيوبها السرّيّة، مواعيد جديدة
و لا تبتسم في وجوه العائدينْ
و القطارات تتوسّد صمتها
و تنام في رصيف المحطّة.
أنا
لا أكتبُ الشّعرْ؛
أنا
أخرق جدار الصّمتْ
و أصنع فيه كوّة
لأمدّ عبرها صراخي
أو
لأتلصّص، من ورائها، على امرأة جميلة... لا أعرفها.
السّفرُ كان كذبتنا المجيدة
و الشّعر سفرٌ
و ساحات ترقص فيها جثثنا
و أنا لا أحبّ السّفر
و أنت
تكرهين الشّعرْ
فأين سنلتقي
و أنت تدمنين السّفر
و أنا،
منذ قهوتي الأولى في مطبخك الصّغير،
عالق في نفس القصيدة؟ !!!
القصيدة
امرأتي التي تخونني كثيرا
و تطاردك
من المطبخ إلى الحمّام
و من الصالون إلى غرفة النوم
و تسند قلقي
كلّما أتعبني سَفرُك البعيدْ.
مازالت المحطّات تنزع عنك معطف الحضور
و مازال الشّعرُ يكتُبُني رسائل كثيرة
و يعدُني بسعاة بريد أسطوريّين
سيحملونني إليك معطّرا بالخزامى !!!!
كاذبٌ هذا الشّعر
فسعاته ما أخذوني يوما إليك؛
ينسونني في جيوبهم
و في الحانات، حين يسكرون، يقرؤونني على الزّبائنْ
و يضحكون.
لهذا
أنا أكره السّفر
و صرت أكره الشّعرْ.
مجردّ نصّ عاقر ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: