ومضات قصيرة ...بقلم الحسين بن خليل / العراق
ومضات قصيرة
دخان أبيض،
وأنا أقص عذق النخلة؛
أرىٰ أمي تسجر التنور.
النخلة التي اتكأت عليها أمي
قبل عقدين
لم يتقوس ظلها بعد
الرأس الذي تقد به الرغبة
يفاضل أي الطرق أقصر
للمقبرة
يا للخبث
الزمن لا يمارس النحت
سوى على خدي أمي
الرصاصة التي تخطت رأسي
أقمت حولها معبدا
كلما شممت رائحة البارود
هرعت لها
أقدم النذور
أنتِ تعومين
وأنا أتصيد
حتى في الماء العكر
أنا رفات (حداثوي)
ومَن حولي من عصر ما قبل البعثة
لازالت تضاجعهم القبلية
الحمائم على بيدر الحنطة
من فدان الشعير
بعصاه يلوح لها عجوز
رسالتي على الصفيح،
الى الضفة الأخرى؛
بدت للتو رحلتها مع الصدأ !
الأنثى التي رمقتها بنظرة فاحصة
عادت الآن ببنطال ضيق
وكعب مدبب!
الميسم الذي داسه البغل قبل قليل،
الملم بتلاته بالرويد؛
وارسم منه زهرة على خدي حبيبتي.
يا حبيبتي
ماذا لو وشى النهر للعطشى
فعلتنا على الضفة
بعد منتصف الليل
أستهلك آخر ما تبقى من الطيف
ثم اعود لارسم وجهك
كما احببت.
مذ آخر عناق تحت الشجرة
وأنا أحسب كل زقزقة للعصافير
على أنها انفاسك.
ومضات قصيرة ...بقلم الحسين بن خليل / العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
31 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: