سيرة الغياب و يا للخفّة...بقلم هدى الهرمي / تونس
سيرة الغياب
و انا أراقبك
في مزار السهو
كنت تقتفي أثر التنحّي
لكن الظاهر و الخفيّ واحد
سألتك يوما
هل رأيتني
و كانت صورتي ترتجّ
ثم تسبقني
قلتَ
لا احد يقيم في ضواحي سقيمة
انا لا افتح نافذتي
لكي أحبّ الشمس
قلتُ
ان أبصرتَ
اصغِ الى القلب
لا ادري الآن
اذا رأيت !
فكرتَ و ما أدركت
وحيدين كنّا
و هراء طويل
لم يثمر شواهد نابتة
غير ذاك العابر
في سيرة الغياب
و خَطوهِ المُتعثّر في الجوار
كيف تراءى
قبل أن يشيّعه الضوء
حتى صار سائحا غريبا
كان يتحدث عنّا
كمثَلِ المُقيم
في حكاية وجلة
في صيت نعلين مبتعدين
بينهما خطّ فاصل
و نظرة حانية
فوق شباك قديم
----------------------------
يا للخفّة...
ظلّك الرشيق
موارب في كل فصل
يخترق الضلع المعوج من العزلة
يتبعني في كل مكان
يرقد بين الصدغين
كطفل ناعم
تحرسه رفّة الجفن
و رأسي ناهد
كجناح قُبّرة ساذجة
تعرّفت على الشمس صدفة
ثمّ لاذت الى كتفك
مترنّحة تحت وابل ضحكتك
لتؤول الى لوحة "الموناليزا"
#هدى_الهرمي
سيرة الغياب و يا للخفّة...بقلم هدى الهرمي / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: