ماذا يفعل رجلٌ كأنا....بقلم هيثم الأمين / تونس


ماذا يفعل رجلٌ،
كأنا،
في عُلبة العالم؟!!
رجلٌ
لا يتأبّط طريقا واحدا مختوما بعنوان واضح،
لا حانات تفتح أبوابها في رأسه
لتمسح الحزن عن أكتاف الغرباء في المدن الباهتة الفرحْ
و لا ظلال وارفة لقصائده
يستريح، عند جذوعها، المصابون بتضخّم الصّمت.
رجلٌ
تطارده طلقة رصاص منذ ولادته،
تخزّنه المرايا في ذاكرتها ثم تنساه،
تصيبه الأرصفة بالدّوار
و لا يصلح مقعدا في حديقة عامّة يتيح لعاشقين بعض الثرثرة و قبلة.
رجلٌ
نسي ذراعيه في حرب قديمة جدّا
فما عادت تستقبله الأشجار بالأحضان كلّما غنّى
أو بكى
و لا يحتفظ بشيء منه ليتركه تحت وسادة امرأة جميلة
نامت قبل أن تجرّب الرّقص في حكاياتهْ.
رجلٌ
هادئ كمقبرة،
صاخب كحانة شعبيّة يتعارك زبائنها من أجل الأجدر بحكم الميناء،
ثرثار كمذياع لا أحد ينصت إليه
و صامت كمسرح مهجور.
فكيف لي أن أكون عود ثقاب يضرم الحرائق
و رأسي
مبلّلٌ بكلّ هذا البصاق
و لا أطفال ليلصقوني على لوحة مضحكة؟!!!!
ماذا يفعل رجلٌ كأنا....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.