العَودَةُ مَعَ نَهْدٍ مُمْتَلِئٍ ...بقلم الحسين بن خليل / العراق

العَودَةُ مَعَ نَهْدٍ مُمْتَلِئٍ

عَلَى نَارٍ هَادِئَةٍ
تَبْدَأُ الرِحْلَة نَحَوَ غَلَيَانِ النَهْدِ
النَبَضَاتُ تَشْتَعِلُ بِالرُوْيَدِ
الحِلْمَةُ تَتَّقِدُ
والأَرْوَاحُ تَسْتَعِدُ لِمَا بَعْدِ الثَوْرَةِ
لَمْ يَتَبَقَ سِوَى المَضْغِ
وَأُفْرِغُ الجَحِيْمَ فِي الثَغْرِ
النَهْدُ يَتَضَوْرُ جُوْعًا فِي العَرِيْنِ
يَتَنَفْسُ الرَغْبَةَ فِي الصُرَاخِ
يَحْدَوْدِبُ جِذْعُهُ كَارِهًا قِتَالَ الشَوَارِعِ
عَلَى الشِفَاهِ
وَ أَنَا أُبَادِلُ عِشْقِي اللُعَاب
يَشِيْخُ تَحْتَ السُوتْيَانِ
يُعْرِيْهِ الانْتِظَارُ
تَجَاعِيْدُهُ المُفْتَرَضَةُ تَمُدُ يَدَهَا إِلَى نَبْضِي
تَشُقُ طَرِيْقَهَا إِلَى وَجْهٍ تَنْسِلُخُ مِنْهُ السُمْرَة
رَقْصٌ شَرْقِيٌ يُمَارِسُهُ النَهْدُ
مُسْتَقْبِلًا لِقَضْمَةٍ مِنْ عَصْرِ مَا قَبْلِ الجِنْسِ
تَتَكُوْرُ لِأَجْلِ لَحْظَةِ الأنْطِلَاقِ
فَمِيَّ تَصُبُ فِيْهِ رَوَافِدُ الرِضَاب
والأنِيْنُ الهَادِرُ مِنْ الرَأْسِ
يُنْذِرُ بِعَقْلٍ يَتَلَاشَى
وَأَنَا أُمَارِسُ الجَثْوَ عَلَى جُثَةٍ هَامِدَةٍ
تَنْفَلُتُ كُلُّ المُقَدَسَاتِ مُتَخْلِيَةً عَنْ ثَوَابِتِهَا
تُلْقِي أَوْزَارَهَا
دَاعِيَةً إِلَى الإِشْتِبَاكِ مَعَ البَيَاضِ
تَمْتَزِجُ الألَوَانُ العَصْرِيَةُ فِي فَرَاغِ الوَقْتِ
وَتَقْسُو عَلَى اللَوْحَةِ فِي فُسْحَةٍ ضَيْقَةٍ
مِنْ هَذَا العَالَمْ
أُمَارِسُ اللَعْقَ
بِلَا اسْتِفْهَامَاتٍ عَنْ مَدَى الكَوَارِثِ التِي تَمُرُ بِهَا أُنْثَايَ
وَأَشُدُ الرِحَالَ لِنَصْبِ عَمُوْدِ خَيْمَتِي فِي وَسَطِ غِشَاءِ البَكَارَة
لا اسْتِرَاحَة فَوَقَ فُوْهَاتِ البَنَادِقِ
سِوَى رَمِّي الرَصَاصِ
لِيَكُفَ الزِنَادُ عَنْ التَهْدِيْدِ والوَعِيْدِ
وأنَا أُمَزِقُ الخَجَلَ المَكْتُوْبَةُ أَوْصَافُهُ عَلَى دَفَاتِرِي
مُمْسِكًا بِنَهْدٍ مُتْخَمٌ بِالشَهْوَةِ
يَصْرُخُ بِي مِنْ خَلْفِ المِقْوَدِ
كَفَاكَ إِسْتِنْشَاقُ الرَّحِيقِ
فَلَمْ يَعُدْ لِزِيْنَةِ العَقْلِ بَاقِيْةٌ
أُلَمْلِمُ أَدَوَاتَ الافْتِرَاس مِنْ عَلَى الجَسَدِ
وَأُخَبِئُ الزِيْنَةَ
وأَحْتَبِسُ مَعَ بَقَايَا العِطْرِ الرُوَمَانْسِي
ونَكْهَةِ المَضْغِ
وأَسْتَرِيْحُ عَلَى جَانِبِ المَوْتِ
أُفَكِرُ فِي أنْ أُعِيْدَ الكَرَّة
لَكِنْي سَأبْدَأُ فِي المَرَةِ القَادِمَةِ
مِنْ عَرْشِ المَلِكِ