ضدّ مجرى النسيان ....بقلم بقلم هيثم الأمين / تونس
أنت امرأة وعرة!!
فكلّما سلكتُ، فيك، طريقا
أعادني
إلى حزني !!
حزني؛
أن أكون سمكة سلمون،
أسافر ضدّ مجرى النّسيان
و أنجو من كلّ النّساء الجائعات حبّا
لأموت
في بقعة صغيرة منك تمارس حضورها في ذاكرتي!!
كلّ شيء على ما يرام.
فستانك الذي نسيته عندي
مازال في خزانة الملابس
يضحك طول الليل
و يكتب الشّعرْ!!
الطفل الذي
كان ينطق اسمك بطريقة غبيّة
صار يقوله بشكل واضح
و مازال،
كلّ صباح،
يطرق بابي و يهرب
و خلف الشّجرة،
التي كان يتلصّص من ورائها عليك،
يبكي
لأنّك لست من فتح البابْ!!
ما عدتُ أحبّ التّفّاح!
فآخر صورة لك،
التي وجدتها، صدفة، بعد بحث طويل!
اكتشفتُ،
فيها،
أنّ نهديك صارا أكبر قليلا من التّفّاح
و أصغر قليلا من الرّمّانْ
و مازلت لا أجد فاكهة تشبههما... لأحبّها!!
كلّ شيء على ما يرام.
لم أغيّر مكان السّرير في غرفة النّوم
و لكنّي
ماعدت أنام هناك...
أهديت التّلفاز لجارنا
ليشاهد مباريات كرة القدم و كرة السّياسة
دون أن يزعج زوجته...
و غيّرتُ طلاء الأبواب و النّوافذ
بلون يشبه لون طلاء أظافرك!!
مازالت أصابعي قصيرة... كما عهدتها
و كما عهدتهِ... مازال وجهي دون جنسيّة واضحة
و لكنّ أصابعي
ما عادت تُجيد الشّغب و الجنونْ
و ما عاد وجهي
يصلح لأن يكون صورة على جدارْ
و لكن
كلّ شيء على ما يرام
إلّا حزني
فقد صار كظلّ معتوه
يطول أكثر و أكثرْ
و يدمن الانكسارْ!!
ضدّ مجرى النسيان ....بقلم بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: