قصيدة لا محلّ لها من الشّعر ...بقلم هيثم الأمين / تونس




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكنني أن أكون شاعرا طول الوقت
فتعرّيْ
من كلّ قصائدي الورديّة
حين أكون صالحا
لممارسة الجنس أكثر منْ ممارسة الحبّ أو ممارسة الحلمْ
و لا تشاغبي على أطراف أصابعي
كقصيدة؛
لا تنفري
من رائحة عرقي
حين أنسى وضع العطر و كلّ الكلمات المنمّقة
و حين لا تمهلني المسافة لأصل دون غبار على عمري
و لا ترتبكي
حين أسمّي النّهد نهدا و المؤخّرة مؤخّرة
و حين يسيل،
من أصابعي،
رجال عاديّون يجلسون في المقهى
و لا يعرفون عنك
إلّا عطرك،
تنوّرتك القصيرة
و توقّعاتهم عن رعشة عُريك في السّرير !
لا يمكنني أن أكون شاعرا طول الوقت
فلا تحدّقي في صمتي طويلا
و أنت تعدّين لي
كلّ النّساء اللّواتي أعرفهنّ و اللّواتي لا أعرفهنّ
على طبق الخيانة
و لا تختبري،
بأنفك الصّغير،
الرّوائح على قمصاني
و لا تتساءلي،
بينك و بينك،
عن أرقام لا تحمل أسماء و أنت تفتّشين هاتفي
فأنا
لستُ خائنا
و لكنّه يحدث، كثيرا، أن لا أكون شاعرا.
حين لا يكفي راتبي لآخر الشّهر.. لا أكون شاعرا؛
حين لا أجد وطنا لأحبّه.. لا أكون شاعرا؛
حين تُجهضُ أصابعي كلّ قصائدها.. لا أكون شاعرا؛
حين يعاتبني الطبيب و يهدّدني بالموت.. لا أكون شاعرا؛
حين يكون الاكتئاب رفيقي الوحيد في الحانة.. لا أكون شاعرا؛
حين لا يكفي العمر لحلم آخر.. لا أكون شاعرا؛
حين تختفين في صمتك
فأختنق بصوتي.. لا أكون شاعرا؛
في مقتبل القصيدة.. لا أكون شاعرا
و حين يبتسم هذا النّص،
هذا النّص الذي ليس شعرا،
و يسألني: من هذه التي تكتُبني لأجلها؟ !!
ثمّ يردف، ضاحكا:
أنت، حتما، تقصد وحدتك الضّيقة !!
حينها،
حتما،
لا أكون شاعرا.
قصيدة لا محلّ لها من الشّعر ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.