لا بأس ...بقلم ربيع عبدالحفيظ المشولي / اليمن



لا بأس
إنه أنا
وددتُ أن أجلس قليلًا
لأكتب شيئًا عن كل هذا التلاشي
أصنع مشهدًا لجنازةٍ ما
ستمر من خلال العتمة
و أنتظر رمقي الأخير
الذي سيبهُت عما قريب
من عينيَّ المتعبة جدًا
لقد أختصرني الوقت
كمحض حادثة
تشوبها إختلالات هشه
هكذا أنا
كلما أستبقت حلمًا ما
أعادتني يد القدر
إلى بدايات حقيقتي
المخبوءة خلف صوتي
المتسلسلة في داخلي
على هيئة هزائم متلاحقة
و أنا الفاشل دومًا في ترويضها

لا بأس
هي محض أقدار
تتقن فن الشعوذة
و نحن حشد دمى بائسة
لا حول لنا و لا قوة
نتحرك وفق مزاج أناملها
تذهب بنا حيث تشاء
تعود بنا كل مرة
من أقصى الفرح
فقط لِتُخبرنا بإننا أبناء التعاسة
لذلك أصبحنا
نحترف الطفو
في داخل فقاعات مضيئة
معبئة بالموسيقى
و نتعلم منها كيف نتلاشى
في كل مرة

هذا أنا
الرقم اللا متغير في المعادلة
وجهي الواجم جدًا
في حضرة البكاء
لا يزال يحتفظ بإبتسامة باهته
لربما تشعره بالرضا
حين يقف وحيدًا قُبالة موته

لن ترفعني ريشة الحمامة
لكي أغير من مجرى السحُب
لن تسوقني نسائم الرب
بالطريقة التي يحلم بها قلبي
و ما في اليد من حيلة
لأتمكن من إجتياز لعنة النهاية

لا بأس
للمأساة مذاقها المُر
للحب لذة الألم
الطريق بدورها
قصيدة عمياء
تبكي من تحت خطى الأوراق
للفراشات أيضًا
خريفا من الذكرى
ثمة عينان خفيتان
تحدقان بكامل شرودها
مثقوبتان بسوادها العميق
ك طعنتان غائرتان
في كبد العتمة
إذا حدقت فيها جيدًا
ستجد ثمة أمل بائس
ينبثق منها
على هيئة بريقٍ متفحم

لا بأس
هو فاصل زمني لا أكثر
يتوافق تمامًا
مع غياب الأشياء و حضورها
كل ما هو هناك
يظهر جليًا هنا
حاضرًا في مجال الرؤية
يتوهج أمام عيني
مُجردًا من كل الخطايا
غالبًا ما يتحول إلى جدار خشن
مليء بنتوءات حاده
أسند عليه ظهر الحقيقة
و أقاسمه لذة الوجع
 .......
ربيع*
لا بأس ...بقلم ربيع عبدالحفيظ المشولي / اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.