أربعة عشر نصا للشاعرة الجزائرية سوسن محمود نوري
من لحم و دم هذه الدمية
بل من قدّيد يقول خبير الأحياء
من طين بملصق صنع في الصين
أتلف قبل التشغيل
قبل بدء التكوين
دقّت أشلاؤه أوتادا في مقابر الأرض
تنتظر دورا لإعادة رسكلة لا يجيء
تبتسم للمارين فوقها
لأفواه النعال تطعمها الوحل
ولرقم حظها الصفر
الصفر على خطى الصفر
والمسالك حبال صوت أجش
الصفر الدائرة و النقطة الصفر
الصفر صفراء تحت الإله تطهو العمر على مهل
الصفر مجموع الأصدقاء
أحباب وشموع أعياد
ألوان رايات أوطان
أحلام حيوانات السرك
أحلام عاملات النحل
و أحلام القيلولة
الدمية ليست قمة جبل في الألب
بل ذرّات ثلج هشّة يقول خبير الأحياء
هي أوّل الخائرين الخائبين
أوّل الإنهيار
------------------------------------------------------
أفتقدك
أفتقدك
هل تتقن الألوان الباردة الترجمة ؟
هل تتقنها بقرة اليتامى * ؟
هل يتقنها الجمر
الدمع
وحروف العطف ؟
أفتقدك
كلّ ما أعرفه عن الكلمة
حجمها بالبعد المكعّب
ضياع ضرب ضياع ضرب ضياع
حجمها بكلوات الوجع
بكلوات الكبريت على الرئة
كلوات مضادات الهشاشة
وكلوات الإسمنت في ملاط يلبس الروح
بعدد الغرز لجرح قلب مفتوح
كان الجرحان توأما
الأصغر بار كفاية لم يفارق صدرك
لكنّه نهش شرايين فرحي
وغرز ظفرا مسموما في ذاكرتي
أعاد برمجتها خوارزمية
برقم هاتفك
والأكبر مريض عملقة نخامية
يكبر ويكبر دون ملل
يشطرني نصفين
كلّ نصف يقسم أنّه يشتاقك أكثر
أفتقدك
كلّ ما أعرف عن الكلمة
أنّها ما نرقع بها سراويلنا الداخية
سراويل الحزن
ما نرمم به أسنان الفراغ اللبنية
-----------------------
*حكاية شعبية قديمة في التراث الجزائري.
---------------------------------------------------------
الحانة المنبوذة من قصص النبوءات
من احاديث الصدّيقين
الهاربة إلى أقصى الزقاق الأسود
تبيع جسدها للغارقين في دمعة خرقاء
تفتح رجليها للّحم المكدّس على رصيف القلق
أضواء وانعكاسات القبل على زجاجات الويسكي
تتشارك رقصة (فلامنكو)
ألسن صفراء تدلّت
على الطاولات
على الأرائك الحمر
بين كؤوس الخذلان
وأوراق القدر العابثة
النادل يلبّي الكؤوس تنازليا
من الأكثر بؤسا
"الشاعر أوّلا " تقولها
كلمات متحجرة على قصيدة
أسطر عرجاء
شحوب معلّب في ذكرى تنهيدة
في قوانين الشعر هي خائنة
تنهيدة باعت نفسها وصحيباتها
لإزار أبيض
ضاجعت سكرات الموت
هستيريا ضحك تطلقها نساء معكوفات
صدر بثدي
ساتان ملوّن
أكتاف مشنوقة
باروكات شعر ماعز
مشاتل للفياغرا
ومؤخرات على سلّم الترهّل
عند المركز والدائرة تشتعل
يترنّح دخان سيجار كوبي أعرفه
فبعض أشلائي سافرت معه ذات عشق
سكّير
مدمن جنس
يستنزف دمي وحبري
آخر دقائق الأرق اليومي
يتوسّدني
يهديني حلما
ويقول أحبّك
-------------------،-----------------------
حياة خاوية
لا شيء يستحق المغامرة
زحزحة أرجل الأراجوز عن سريرك
أو رفع ستار الصبح
ففي المسرحية التراجيدية فصل واحد يتناسل
كما يتناسل يوضاس
عند كل مفترق طرق
عند كل ربوة
عند الزقاق الضيق والمطارات الدولية
عند محاولات انفلات الروح
بين خطوة وخطوة
وبين زفرة وزفرة
لا شيء يستحق تخليك عن دور البطولة في فلم لهيتشكوك
الكلاليب ذاتها ، الأظافر ذاتها
العواء ذاته ، العويل ذاته
الضباب ذاته والقبر ذاته
ظل أو قرين
كلاهما يختلس انكسار ضوء على قزحيتك
كلاهما يتحيّن فرصة لأخذ صورة السلفي
مع الازرق في أصابعك
مع كبريائك الراكد على بلاط معتقل التعذيب
مع القطن في أنفك وأذنيك
و مع حلمك المصلوب
كلاهما ينتظر ابتياعك في تخفيضات رأس السنة
كلّنا لقابيل
وقابيل من حطام
من ركام الطين
لن يسمع أنينك غير قطعة الرخام تلك
غير تاريخ الحضور والغياب
غير دعاء الرحمة
غير الغربان على السرو
وحارس المقبرة الليلي
كلّنا لقابيل
وقابيل من حطام
من ركام الطين
-----------------------------------------------
توأد النجمات في ثقب النهار
تصلب الشمس على أعتاب السجون
و يذبح الموت الحياة
تقول الأسطورة إنّ المرأة التي تشعل سجائرها تطفئ وهج الحرب
المرأة المعفّرة بالطحين الأسود هي من دسترت إرث العبودية
رأت في كونتاكنتي الوهم
يعرض علينا النخّاسون قوس الألوان
و نبتاع الأسود
ككلّ صباح يضجّ سوق النخاسة في ليون
بالأرواح الباهتة
الانحناءات الكبيرة و الصغيرة
الأرقام الهزيلة و الأسماء الهجينة.
يضجّ بعواء من أطبقت على قلبه مصيدة الجيب
من هرول دون التفات
من خلّص البطلة عذاب القبر
يحفظها الدور ، يراجعه مرّة و عشر
يمسح بطرف ردائه عن حلمها الخوف
لم تدرك
ما سرّ تلميعها ، واللّمعان في عينيه ؟
هرول دون التفات
لا بأس
فقد كانت ليلتها (جونو) ملكة الآلهة
عطرها طقس الغواية
حميمية العشق ، القبلات البيض ، الجلد الخمري ،الدانتيل المطرّز...
كلّها أنست الكمأة أنّ المصير صلصة باستا
أو طبقا لعيد الفصح
لم تدرك أنّ الفرح ساعة
لم تدرك أنّ مرافقة كافيارٍ في جوف برجوازي لعين أبشع من أن تكون فطرا
يقتات عليه خنزير بغابات بولونيا
قد لا يكون القبر قبرا
يحدث أن يلبس منجم الماس ثوب القبر
و يحدث أن يلبس القبر ثوب الحياة.
-----------------------------------------------------------
يجتاحني أنين صاخب
عويل الفقرات
لمَ نكبر و يكبر فينا الألم ؟
تستنسخني الفكرة حلزونا
دونما خوف
من غرامة يخطّها روتين شرطي على الرصيف الميت
من الكاميرات المؤدّبة حولي
أبصق
على كلّ ما أمرّ به
يعتصر داخلي اليأس
فيكبر حجم البصاق تحتي
بسابق تخطيط
أبلّل كتبي المدرسية
أفركها مرارا
تمحى عنها مواضيع التربية
تراقبني الرضوض على الكون خلفي
دون التفات
لمَ نكبر و يكبر فينا الألم ؟
تستنسخني الفكرة أفعى هذه المرّة
يهتزّ جذعي
على موسيقى شرقية
يلتفّ حول العادات و التاريخ مشنقة
أضخّ السمّ في فم الرتابة
ليتني دودة صمّاء
بمنقار غراب
ليتني رخوية أكثر
ليت جسد الأكورديون هذا
يتمدّد على الفرح ضبابا شاردا
لمَ نكبر و يكبر فينا الألم ؟
يجتاحني الأنين
و يخترق الألم الغضروف
------------------------------------------------------
كاستينغ
دجاجة تهوى التحليق
إله ببسمة صفراء
يضع رجلا على الأخرى
يسنّ بياض أسنانه
وبريق عينيه للنتف
النتف عملية مرهقة للعوام
ممتعة للآلهة
ريشة بعد ريشة
نتفة بعد نتفة
وكل نتفة برقصة
عند أوّل ريشة
البرود في أطراف الدجاجة كمان
يعزف تحت نظّارة الإله مقطع سلو
ناي يبكي العمر المسفوح
ريشة ثانية ترمى إلى الزاوية السوداء
ثالثة ورابعة
فلامنغو ،تانغو ،سامبا ،هيب هوب ،وبالي...
رقصة بعد رقصة
كومة ريش
جمهور أبكم
تصفيق مبتور اليدين
بلا ريش هذه الرقصة الاخيرة
سما
تدور ،تدور ،وتدور
يشبك أصابعه أسفل ذقنه
مازال صامتا ومازالت تدور
تلفّها نشوى
تبعد بين روحها والطين سنينا
تدور
عقارب خارج السجن القديم
تلقي حمم الخذلان عن قلب مهزوم
شظايا الألم تقطر منه
تخترق سحابا ،تدميه
وينحني الكبرياء
بلا رأس هذه الرقصة
رقصة الموت
دوّن الملكان في سجلّ الدجاجة أنّها لم تنجح
لم تكن واقعية
لم تكن صادقة
ومازال الإله صامتا
----------------------------------
في عالم ديزني كان اللّقاء
لمجنون تغطّي بؤسه قطعة قش صغيرة
كان اللقاء لحافا دافئا
تدليكا حراريا يخفّف تجاعيد الروح
و سفعا يصبغ شحوب الماضي
لشمس تحترق كان اللقاء صفعة من الفلايو* المثلّج
كان حياة مكتظّة بالنوتات
وكان موزاييك شعر
تشاركا سلّة بيض ملوّن
ثمار اللّعن
و الكثير من الجنون
لأنّ أشهر الربيع حاضنة سيئة
لا تفرخ غير الوجع
والشمس بليدة يغريها بريقها على زجاج النوافذ
ما كان على المجنون إلّا أن يفقأ عينها
أن يقطفها من السماء
ويرميها كسرة يابسة على الرصيف
يراقبها من بعيد
ينتظر أن يدسّها القدر في جيبه
أو يقذفها بعيدا عنه لا يدري
علّه يدري
هذا عن رواية الشمس وللمجنون أقوال أخرى
------------------
*النعناع البرّي
-----------------------------------------------------------------
لا ذنب لكلب ال (pit bull ) إن كان أبًا
لا ذنب له إن كان داروينيا تطوريا
ليصدّق أنّ قرادة تنعم بدفء إبطه
تسرق الميلانين من جلده
وتخدّر نومه بالهرش
قد تربّي عضلات سريعا
أنّه قد يغفو ويصحو على صوت نباحها
لا ذنب لكلب ال (pit bull ) إن أنجب فأرا أسود
عمليات تفتيح البشرة لم تجعله فأر تجارب
في مختبر للمكياج
في منظومة تربوية
ولا قرصانا في مجاري الحي القديمة
إكراما لكلب ال (pit bull )
كان على القرادة والفأر
أن يدفعا اشتراكا دائما لمصحّة نفسية
أو إيجار عمر لغرفة في العثمانية*
أن ينكشا شعرهما
يمزقا ثيابهما
و يتشاركا صحنا للفلسات باحدى أنفاق سكة الحديد
ال (بابا)
لم يكن خدعة من خدع الساحر على المسرح
حين يملأ طفولتنا بمايشاء ويفرغها ممّا يشاء
لم يكن كذبة يستطيل بها أنف (بينوكيو)
بل كان الرجل الخارق و مارد الفانوس
الإله على الإطار خلف المكتب
كان مسك الليل وقرنفل الحياة
كان أرشيف الفرح
------------------
*مستشفى المجانين
----------------------------------------
الهرم المقلوب على رأسه
لا يعرف النوم
لا يأته الحلم مباغتة ولا بسابق إنذار
كأن تحضن صفحة من كتاب تاريخ صورته يدلدل رجليه في النيل
أن يكون هدفا لرمي مطارق الجرانيت
أو مترا مربعا تسكنه أرواح بيضاء من المايا
أن يكون موضة الأقراط هذا العام
أن يكون خيّرا ويأوي قطّة في مخاضها الأخير
أن يحرره (فيثاغورس) من زواياه الضيّقة
و أن يشاركه التراب نوبة بكائه الهستيرية
الهرم المقلوب على رأسه
قد تلقيه صريعا خناقة نملتين في الجوار
تمتمة عجوز تشدّ على سبحتها
ارتطام الثلج على شال منغولية
يد الله الممدودة بالظّل
تغيّر لون السحلية وخطوات الرمل
الهرم المقلوب على رأسه لا يصلح لشيء
لا مشهدا من حلم محب
لا بركة لبجعات (تشايكوفسكي)
لا يصلح لينسي اللّيل المجنون عطرا من شانيل
لينسي الصبح همس الملائكة
لا يصلح حجرة للدفن
للذبح وتقديم القرابين
الهرم المقلوب على رأسه
ليس غير كرتون مقوى
ممتص الصدمات في سيارة آلت للموت
قلب اعتاد مؤانسة الجحيم أعماق الأرض
وجوه أربعة للفرح تنتهي إلى سقف مرهون
عند مصيدة العنكبوت
الهرم اشتقاق الجذر شاخ
-------------------------------------------
لم أتغيّر أبدا
زاد طولي بضع إنشات ربّما
وزاد عمق الجرح بضع فراسخ
تعلّمت فنون التجارة
فن البخل
لا مكان للهدايا
حفظت أثمان البسمات
الأغاني والقصائد
كلّها تبتاع بقطع الروح
أو تقايض بأكواب الدم
لم أتغيّر غير أنً ملامحي غدت مطاطية أكثر
هلامية تنحت على مزاج قهوتي
لم أتغيّر أبدا ...
-------------------------------------------------------------
جاءت بقلب أجوف
وحبل سريّ معلّق إلى العدم
دوّنت القابلة التي ولّدت حزنها على دفاتر المشفى
قطعة اللّحم تلك أخرجت ضحكات من عينيها
من جيوبها المنفوخة
من حقيبة السفر والجوارب
وزّعتها على الرصيف المكتظ
على أب ،أم،وأخوين
رسمتها لوحة صفراء على أبواب الحارة
على بائعي الحلويات
يومها الجميع سعداء
وحدها السماء بكت بحرقة
أفرغت مافي صدر مكتئبي الأرض
كلّ دمعة تحفر خندقا في الروح
الروح غربال بمليار ثقب تقاوم موجة بعد موجة
الروح ثوب شفاف تصفعه الريح
قطعة اللّحم تلك مع الضحكات وزّعت أمومتها
حرفي الألف والميم
أغنية الماجدة(ميمي ياحلوتي الصغيرة نامي)
وزّعت نصيبها من قُبل اليد
من عقوق ابن وأفّه
لكنّها أم الأوهام
قوافل الأيتام
الأطفال والأجداد
القطط والكلاب
أم الحزن
الجوف الصغير جهّز لفضفضة أخت
لمشورة صديق
دوّنت القابلة التي ولّدت حزنها
الجوف الصغير اتّسع مستودعات روبابيكيا
قباء خرداوات
لأنّ الحظّ السيّء خرقة سوداء لفّت قطعة اللّحم تلك
كانت دائما آخر قشّة على الظهر
كانت منحى معادلة مجالها ما قبل الصفر
لأن الحظ السيّء خرقة سوداء لفّت قطعة اللّحم تلك
استبعدت من قائمة فطور جرذان المشفى ذلك الصباح
-----------------------------------------------------------------------
سأمنحني فرصة قبل الأخيرة لدخول جهنّم
برجلي اليسرى أوّلا يقول خبراء التنجيم
أو فلأجرّب أرجلي الثلاثة معا هذه المرّة
عليّ أن أعبر شعرة لولبية تربط شبيه الموت بالموت
جدار الصوت
و فم الأحجية
أن أقفز الى حفرة الخلد
أتربّص بمحاولات الأرنب للغش في لعبة الورق داخل الجذع
أن أنفذ زهرة شيطان إلى الغابة المسحورة
بين أقزامها والغول
أن أنفذ عرقا عبر مسام الصبح
وحلما شقيّا في سرداب اللّيل
عليّ أن أصبغ اسفنجة راهنت على تشرّبي بالحبر الأزرق
كنت طفلة تخاف الشهب سارقي الأمنيات
فأمدّدها خلسة بين ركبتي و أذرع السرير
أطويها مرات ومرّات
قبل تلويني الذيل والمقدمة أدرك أنّ الجناحين مجنونان
الطائرة عرجاء كما أنا
كما حلوى العصا على شجرة العيد
أوّل قبلة
دراجتي الهوائية
ونظّارة معلم التربية البدنية
كنت طفلة و مازلت
أصدّق أنّ(ساندي بل) ستكون زوجة مدجّنة
لن تفكّر في تغيير تسريحة شعرها
ولا تجربة ماركة جديدة للمكياج
أنّ مآزر الفتيات شهيّة كالنّمش على وجوههن
أصدّق الباص الطائر والكلب الصديق
أصدّق أنّ لي ولهم مكانا غير جهنّم
سأمنحني فرصة قبل الأخيرة لدخول جهنّم
أعبر ممرّ الكادحين إلى الرصيف المقابل
حيث أنت جداريّة صمّاء
-----------------------------------------------------------
تهجّني
حبّا صارخا كأبواق الجياع
خلخالا فضّيا على رصغ مازيغ
نبضا هيروغليفيا على حجر الرشيد
رسالة سماوية
قطعة من سلام غاندي
سطرا في فلسفة طاغور
بندقية بعيار مسافة ضوئية
خرزة زرقاء وصحراء خطايا
تهجّني برقيات تهنئة
لمقبض الباب الثمل في دفء كفّك
لسروال الجينز خاصّتك
لساندويش الجبن
لكلّ الاضافات إلى اسمك
لخيوط النور على الرأس
لرقصات الدخان والظل
لخصر القصيدة
وللمسة تغوي لوح المفاتيح
تهجّني برقيات عزاء
لحنجرة مزّقتها أدعية الصبر
رصاصات التمنّي
لوسادتي المملّحة
لشعري السّبط
للكون الشاغر تحت لحافي
لمجرّات الحيرة
لضغطي المترنّح
للعقات الكافيين المثلجة
للأبيض القاتم والأحمر الوقور
تهجّني
صورة فوتوغرافية لسوء الحظ
وحرزا ينجيك فوضى اللّيل
-----------------------------
أربعة عشر نصا للشاعرة الجزائرية سوسن محمود نوري
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: