نوايا حسنة لرجلٍ سَيِِّّّٸ الحَظ ....بقلم محمد حبشي / مصر
¤ نوايا حسنة ،
لرجلٍ سَيِِّّّٸ الحَظ ..
1- في بحرِ الرمال ،
لا تجلسُ الكثبانُ على الشط ،
لن تُغرِق وحدها السُفن ،
أمواجُ الريح ..
.
2- هل رأى أحدُكُم ، طَوقاً لَهُ سَنَم ،
يبحثُ عن بئرٍ ،
تشربُ منهُ الأسماك ..
.
3- أطفو الآنَ فوقَ سطح الرمل ،
أخشى أن تموتَ جَوعَاً ،
الطيورُ الجارحة ،
أو تصبحُ الغربانُ ، عاطلةً عن العمل ..
.
4- الشمسُ ، تضعني تحتَ النار ،
تطهوني جيداً ،
أصبحتُ الآن ناضجاً ، سهلَ الهضم ..
.
5- سأحتفظُ بنصفي الأسفل ، جافاً بارداً ،
حتى يقرصني الجُوع ،
أو يأكلني ،
أو يحينُ عامُ الرَمَادَة ..
.
6- سأفترشُ الباقي من جُثتِي ،
فوقَ ظلالِ التل ،
كمَأدُبَةٍ للطعَام ، أو بيتٍ للأفَاعِي ،
أو وسادةٍ لضحايا الجفاف ..
.
7- ربما أشاركُ في رمضان القادِم ،
جُثَثَاً أخرى ،
كي نُقيمَ إحدَى مَوائدِ الرحمان ،
للصائمينَ منَ الغَرقَى ..
.
.
8- يسألُني المَاء ،
هل أطعَمَ المَرضَى ،
ستينَ غريقاً من الفقراء ..
.
.
9- عندما يسقطُ المطر ،
تتسعُ فُوَّهَةُ البئرِ من الضَحك ،
ترقصُ أعوادُ البرسيم ،
على دقَّاتِ خطواتِ الماشية ،
التي تكادُ أن تقفز فرحاً ، كالأطفالِ في الهواء ..
.
10- يقيمُ المزارعون كل عام ،
احتفالاً في مقبرةٍ جماعية يومَ الحصاد ،
يمنحون فيهِ ،
الذين ماتوا من العطش ،
كوبَ ماء ،
والذين ماتوا من الجوع ،
سُنبلةَ قمح ..
.
.
11- أنا فقط ، ونباتُ الصبَّار ،
لا نأبَهُ كثيراً بالأمر ،
رغم عشقنا للبحرِ والريحِ والصحراءِ ،
حفاظاً على ،
علاقاتنا الطيبة بالموت ،
والسيئة بالحياة ..
.
.
12- أفكرُ أن أبني في العام القادم ،
ميناءً كبيرًا للسفن ،
ترسو فيهِ جميع الإبلِ ،
وربما أتعاقد مع بعض نجوم السماء ،
كي تعمل (كفنارات) ، فوقَ أعمدةِ النخيل ..
.
.
13- سأحتاجُ غالباً إلى قرضٍ ضخمٍ من البنك ،
بضمانِ جثتي ،
أو مشاركة كبار المستثمرين ،
من الموتى ،
أو الذين ماتوا إكلينيكياً ،
ومازالوا على قيد الحياة ،
وربما أطرح بعض أعضاٸنَا في البورصة ،
أو هياكلنا العظمية ، للاكتتابِ العام ..
محمد حبشي / مصر ..
( 8 - 6 - 2020 ) — 8:35 صباحا ..
نوايا حسنة لرجلٍ سَيِِّّّٸ الحَظ ....بقلم محمد حبشي / مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: