رجل مزعج ...بقلم هيثم الأمين / تونس



رجل مزعج
ـــــــــــــــــــــــ
هذا الرّجلُ، يزعجُني؛
يرتديني، في حفلة رسميّة،
كما يرتدي ربطة عنق تخنُقُهُ
أو كحذاء ضيّق يزعجُهُ
و إن سألوه عنّي
أجاب كمن يرتكب خطيئة: هي... زوجتي.
هذا الرّجُلُ، يزعجُني؛
لا يراني إلّا فرنا،
آلة غسيل،
مكواة، سطلا، مكنسة
و مصاصة لأطفاله
ليصمتوا و هو يأخذُ قيلولتَهُ.
هذا الرّجل يزعجني؛
يسخر منّي و من أبطال كتبي
و من كلّ أغنية أدندنها
و من رقصي !!
يعودُ، من يومه، ثملا
فينسى اسمي
و قد يناديني باسم آخر عشيقة نامت معهُ!
هذا الرّجُلُ يزعجني؛
أقول له: رأسي يؤلمني
فيذهب للنومْ!
أقول له: أحتاجُك جدّا... فضمّني
فيخرجُ و يتركني!
و تخونني صلابتي
فأبكي في حضرته
فيوبّخُني!
هذا الرّجُلُ يزعجني؛
 يتبّلُ، بي، لحمه المرْ
و يركبُني
كما يركب طفل مغرور حصانه الخشبيْ
و يبتسمُ
من صر اخي تحت وزنه الزّائد
و يعتبر صراخي
نصرا لسلالته
و حين يعوي بين فخذيّ
ينسى كلّ كلمات الحب
و يناديني قحبتهُ! ! ! !
هذا الرّجُلُ يزعجُني؛
يأتيني، دائما، محمّلا
بخسارة فريقه المفضّل،
بورقة اليناصيب التي كادت أن تربح،
بشاربه الذي نتفته مؤخّرة شتمتهُ
و بكلّ ما جرّبهُ من غضب
ثمّ يدّعي
أنّي حظّه السّيّئ
و أنّي الشّرخ الكبير الذي ينفلتُ، عبره، فرحهُ! !
رجل مزعج ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.