امرأة لا تطاق..بقلم هيثم الأمين تونس


امرأة لا تطاق
ـــــــــــــــــــــ
تمسكين بتلابيب قميصي
و أنا أحمل حقيبة صغيرة
لأذهب إلى الغياب
فألتفت
لأراك
و لأصرخ في وجهك:
"أوقفي هذه المهزلة، أنت امرأة لا تطاقْ"
فلا أجدُ إلّا مقبض الباب... يشدّني
و من يدي... يتدلّى شاعر دون حنجرة !!
أنت... لا يهمّك تعبي؛
تُحدثين الضّجيج في المطبخ
و أنا أغطّ في حضن قصيدة
و لأنّي أكره أن توقظيني من قصائدي
أذهب، صوب المطبخ، بكلّ غضبي
لأراك
و لأصرخ في وجهك:
يا امرأة حمقاء لا تفهم في الشّعر شيئا
و لا تمشي، على أطراف سذاجتها، حتّى لا توقظ عشيقتي
أوقفي هذه المهزلة.. فأنت امرأة لا تطاقْ.
فلا أجد إلّا قطّة، جارتي، الجائعة
و كومة مواعين متّسخة
فأجلي المواعين
ليسيل،
مع رغوة "السّيترول"،
كلّ الشّعراء الذين
هطلوا على أصابعي و أنا أقلّب ما نسيته،
عندي،
من ملابسك الدّاخليّة !!
يا امرأة لا تطاقْ
ألف مرّة، حذّرتكِ
من المشي، في البيت، بكعب عالٍ
فطقطقة حذائك
توهمني أنّي على الرّصيف
و أنا،
الجالسَ عاريا تماما،
أكره أن تراني بقايا الأحذية المشرّدة رغيفَ خبز !
و ألاحق صوت حذائك
لأراك
و لأصرخ في حذائك:
أوقف هذه المهزلة.
فلا أجدُ إلّا السّاعة الجداريّة تحثّ عقاربها على المسير أسرع
ليهدأ وجهي المعلّق مكان إطار صورتك التي أخذتها معك !!
فقط،
حين أفتح النّافذة التي تطلّ على المحطّة،
أرى لافتة المطعم الذي يحمل اسمك
فأراك؛
أخبّئك، جيّدا، في صدري،
أغلق النافذة
و أتمتم:
" أنا رجل لا يُطاق"

امرأة لا تطاق..بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 08 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.