فضيحة البرتقال ...بقلم هيثم الأمين / تونس



فضيحة البرتقال
ـــــــــــــــــــــــ
يُعجبني... هذا الضّجرُ !
الحرُّ شديد
و عامل صيانة المكيّفات الهوائيّة، للصّيف الثاني، لم يأتِ !
ليس من باب الرومنسية أنّنا نطفئ النّييون
و لكن، حتّى لا يزيد مستوى الحرارة في الغرفة.
التّلفاز،
الذي لا يبثّ شيئا مهمّا بالنسبة لي،
يسلّط ضوءه على فعاليّات مهرجان البرتقال في مدينة صدرك
لهذا
أتابع كلّ تفاصيل المهرجان و لا أشاهد التلفاز !
هذا الضّجر يعجبني؛ و فضيحة البرتقال، أيضا...
عمود الإنارة،
الذي يقف، في الشّارع، ليطرد كلاب العتمة،
يطلّ بضوئه من شبّاكنا المفتوح
ثمّ يغمس اصبعه في عيني اليسرى !!
أسألُكْ: هل أسدل السّتار أم أجلسُ قربك؟ !!
تجيبين: الجوّ حارٌّ جدّا.
هذا الضّجر يعجبني و جدّا؛
-يقول خبراء الصّحة أنّ حمّالات الصّدر تزيد فرص الإصابة بسرطان الثّدي-
استغرقتُ عاما كاملا لأقنعك بهذا !
الليلة، صارت فضيحة البرتقال أشهى
و سروالك القصير الضّيق من يقنعه أنّه، في الغياب، أشهى؟ !!
هذا الضّجر، معك، يعجبني
فلا تمسحي قبلتي،
التي سالت على عنقك،
و أنت تتابعين، بشغف، قصّة الحب، على شاشة التلفاز
و تنسين قصّة حبّنا !
هل تحبّين ضجرك معي؟ !!
...
هل تستهويك فكرة أن يشارك، أصابعي الغرباء، في مهرجان برتقالك؟ !!
....
هذا الضّجر يعجبني،
تتابعين قصّة الحب على شاشة التلفاز
و أتابع قصّة حبّنا على شاشة عريك !
خمس دقائق، فاصل اشهاري،
تقولين: أَسرِع، سيعودون لبثّ الفيلم !!!
و أنا... رجل طيّب،
أُنهي الأمر بسرعة،
أنهيه مع قبلة عميقة بين البطلين على شاشة التلفاز
ثمّ أعود، وحيدا، لمتابعة ضجري
و تعودين لمتابعة الفيلم !!!
فضيحة البرتقال ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.