احتفالية جامعة بون بتاريخ ١٠/ ١٢ / ٢٠٢٠تحت عنوان الوطن الحب الغربة
بعد إفتتاح القسم العربي والترجمة في معهد الدراسات الشرقيّة والآسيوية في جامعة بون الألمانيّة، تحت إشراف مديرة القسم المستشرقة الألمانيّة داغمار غلاس والدكتور اللبناني الألماني سرجون كرم
نّظمت مجموعة الدراسات العليا في
الأدب العرب عبر الأثير الافتراضي احتفاليّة شعريّة باللغتين العربيّة والألمانيّة بعنوان "الوطن والغربة والحب"
تضّم قراءات شعريّة لشعراء من العالم العربي يقيمون في المهجر الأوربي . و قد شارك في هذه الاحتفالية شعراء
يقيمون في ألمانيا: أحمد اسكندر سليمان/سوريا – حسين بن حمزة/سوريا – زكريا شيخ أحمد/سوريا – سرجون كرم/لبنان، بالإضافة إلى الشاعرة اللبنانيّة البريطانيّة ندى حطيط.
و قد تخلّل الاحتفاليّة مشاركة موسيقيّة للشاعر زكريا شيخ أحمد
على آلة البزق افتتا ًحا وختاما .
هذا وقد قامت مجموعة قسم الدراسات العليا المؤلفة من طلاب ألمان وطلاب ذوي أصول عربيّة وشرقيّة مولودين في
ألمانيا، وهم: ماري – تيريز رودولف، كريستيان كيللينغ، تروسكه علاء الدين، أماني العبّاس، علاء الدين الشلاح،
أصالة لكبيري بتلاوة الترجمة الألمانيّة لقصائد الشعراء المشاركين العربيّة.
و من القصائد التي ألقيت قصيدة الحبر الضال للشاعر أحمد اسكندر سليمان:
انا الأصابع النشوانة بين خيوط انوالك
انا الثمل الذي تلطمينه و يقبل يديك
انا العطر المشتاق لاسبابه
انا الميسم المتباهي بين بتلاتك
انا الميزان الذي لا يمل ريبتك اللاهثة حول دقته
انا الرغيف في تنورك
انا البرغي الذي يعشق عزقتك
أنا حكّاك ظهرك
انا الباحث عن طرق اضحاكك
انا الياطر في اعماقك
انا البرج والقبتان في برزخ شهيقك
انا المدق الذي يقشر الحنطة في جرنك
انا المئبر الذي يقود خيط الزمن في نسيجك
انا الصبح اذا تنفس في صدرك
انا كرة الحب المتدحرجة على ثلج قلبك
انا ناي وحدتك
انا مزمار دبكتك وطبال أفراحك
انا العتبة العليا لكل ما اختزنته الكروم من اجلك
انا اللحظة المؤاتية لكل رغباتك
انا الثمل المترنح الذي يؤلف القصائد تحت نافذتك
انا انواءُك
انا انواتك وانينك ونقطة النون في قوسك
سوريا
انا الحبر الضّال
في انحائك
و ألقت الشاعرة ندى حطيط قصيدتين، نورد قصيدة "الأيام بيننا":
لا أيام بيننا
يتوقفُ فيها المطر
و لا ذاكرةٌ بيننا
مفروشةٌ بلثمِ الأصابع
و لا عشقٌ بيننا
تفوق على افترا ِس النوايا
بيننا عصفٌ
من اللهفة
أضرمتْ جسدي
بيننا جموحٌ ريح
تحمل جيناتك إليّ
ريحٍ
بيننا لهبٌ
لعمر قد يأتي وبعدَه،
إن متنا فلن نموت
بيننا جنةٌ
تعاقرُ جنياتُها غبار قدميك
بيننا عصفو ٌر أبله
أمطَرْْنا عليهِ
فتَفَكَكَتْ مساماتُه
فصارَ نعجة تمشي و لا تطير
قلتَ لي
بعد طرفِ الثغِر
كلّ السمواتِ مفتوحة
سماواتٌ
تبتلُع فيها
شفتاك الغيم
ُء،
لتدركَ النساءُ
كلّ النساء
انهنَّ عذارى
ما لم يقتربن منك
أنهن عاقرات
ما لم ينجبن منك
وأنا من أنا ؟
ريحٌ سقطتْ من وردةٍ
سأصدقُ زعَمك،
ستقفُ
بين أنملتَْين من خلقي
لتحر َق الكنائس
في باطنِ الخد
ونتكَّور في كأسٍ،
ونغمض الكون.
أّما من قصائد الشاعر حسين بن حمزة فكانت قصيدة "ليتهم لم يفتحوا الحدود":
ليتهم لم يفتحوا لنا الحدود
•••••
ليتنا بقينا لاجئين داخل أحلامنا القديمة
نتقدّم بعيونٍ معصوبة
كما لو أننا نطاردُ نجوماً منثورة أمامنا
أو كأننا نطرق أبواباً غير مرئية
ليتنا لم نلوّث ثيابنا بوحل الغابات الأجنبية
ليتنا لم نجرجر حقائبنا المتورّمة بالثياب والذكريات
ليتنا لم نرْمِ ماضينا في البحر كي تخفّ حمولتنا في قوارب المُهرّبين
ليتنا بقينا مكدّسين كأسماك السردين
في المعسكرات وصالات الرياضة ومدارس الصيف الفارغة
ليت الصحف ونشرات الأخبار لم تنشر صورنا
التي لن ينتبه أحد أنها لا تضمُ من غرقوا منا
ليتنا لم نُجبر على مضغ لغاتٍ جديدة طعمُها يشبه الطبخات التي كرهناها في طفولاتنا
ليتنا لم نترك كل شيء خلفنا
واستدرنا لنواجه
معاً وعلى حِدة
عزلاتنا الجديدة والشاقة
ليتنا بقينا لاجئين لدى أنفسنا
ليتنا بقينا لا هنا ولا هناك
نطارد كالعميان نجوماً منثورة أمامنا
أو نطرق أبواباً غير مرئية
ليت ذكرياتنا الثقيلة أغرقتنا قبل أن نصل إلى الشواطئ
ليتنا بقينا عالقين
بين ما تركناه
وما ركضنا خلفه كالعدّائين الهُواة
ليتهم لم يفتحوا لنا الحدود.
تحمل جيناتك إليّ
ريحٍ
بيننا لهبٌ
لعمر قد يأتي وبعدَه،
إن متنا فلن نموت
بيننا جنةٌ
تعاقرُ جنياتُها غبار قدميك
بيننا عصفو ٌر أبله
أمطَرْْنا عليهِ
فتَفَكَكَتْ مساماتُه
فصارَ نعجة تمشي و لا تطير
قلتَ لي
بعد طرفِ الثغِر
كلّ السمواتِ مفتوحة
سماواتٌ
تبتلُع فيها
شفتاك الغيم
ُء،
لتدركَ النساءُ
كلّ النساء
انهنَّ عذارى
ما لم يقتربن منك
أنهن عاقرات
ما لم ينجبن منك
وأنا من أنا ؟
ريحٌ سقطتْ من وردةٍ
سأصدقُ زعَمك،
ستقفُ
بين أنملتَْين من خلقي
لتحر َق الكنائس
في باطنِ الخد
ونتكَّور في كأسٍ،
ونغمض الكون.
أّما من قصائد الشاعر حسين بن حمزة فكانت قصيدة "ليتهم لم يفتحوا الحدود":
ليتهم لم يفتحوا لنا الحدود
•••••
ليتنا بقينا لاجئين داخل أحلامنا القديمة
نتقدّم بعيونٍ معصوبة
كما لو أننا نطاردُ نجوماً منثورة أمامنا
أو كأننا نطرق أبواباً غير مرئية
ليتنا لم نلوّث ثيابنا بوحل الغابات الأجنبية
ليتنا لم نجرجر حقائبنا المتورّمة بالثياب والذكريات
ليتنا لم نرْمِ ماضينا في البحر كي تخفّ حمولتنا في قوارب المُهرّبين
ليتنا بقينا مكدّسين كأسماك السردين
في المعسكرات وصالات الرياضة ومدارس الصيف الفارغة
ليت الصحف ونشرات الأخبار لم تنشر صورنا
التي لن ينتبه أحد أنها لا تضمُ من غرقوا منا
ليتنا لم نُجبر على مضغ لغاتٍ جديدة طعمُها يشبه الطبخات التي كرهناها في طفولاتنا
ليتنا لم نترك كل شيء خلفنا
واستدرنا لنواجه
معاً وعلى حِدة
عزلاتنا الجديدة والشاقة
ليتنا بقينا لاجئين لدى أنفسنا
ليتنا بقينا لا هنا ولا هناك
نطارد كالعميان نجوماً منثورة أمامنا
أو نطرق أبواباً غير مرئية
ليت ذكرياتنا الثقيلة أغرقتنا قبل أن نصل إلى الشواطئ
ليتنا بقينا عالقين
بين ما تركناه
وما ركضنا خلفه كالعدّائين الهُواة
ليتهم لم يفتحوا لنا الحدود.
و من قصائد الشاعر زكريا شيخ أحمد قصيدة "كنت سأتمنّى":
كنْتُ سأتمنى
كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ شجرةً ،
لكني خشيتُ أنْ يستخدموا أغصانيّ كمشانقَ
فأعجَّّ بالرؤوسِ المتدليةِ
أو يقتلعوني منْ جذوريّ و يصنعوا مني
منصةَ إعدامٍ .
صرخةً كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ
لكني خشيتُ أنْ لا يسمعني أحدٌ .
كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ وردةً ،
لكني خشيتُ أنْ لا أجدِ أحداً
أهديهِ نفسيّ .
بكاءً كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ
لكني خشيتُ أنْ لا يفهمني أحدٌ .
كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ قبرا
لكني خشيتُ أنْ يحدثَ فيضانٌ فيجرفَني الماءُ
و تتناثرَ على الأرضِ عظامُ المدفونينَ في جوفيّ .
نطفةً أو رحماً كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ
لكني خشيتُ أنْ يجتمعا فيتمخضَ عنهُما
طاغيةً أو ديكتاتورٌ في عالمٍ
فيهِ ما يكفي و يزيدُ منَ الطغاةِ .
كنْتُ سأتمنى لو كنْتُ قصيدةً
لكني خشيتُ أنْ يقرأَها أحدُهم بصوتٍ عالٍ
فيكتشفَ الآخرونُ ما يدورُ في رأسيّ
و تتمزقَ حياتُهم .
ومن قصائد سرجون كرم قصيدة "خمسون":
خمسون
أيّتها الحياة
قولي لي: شكرًا...
قولي شكرًا للطرقات التي رصفتِها
كي تريني.
+++
نصف قرن
أنتظر النبوّةَ تأتيني ضبحا
عادياتٍ فوق جبيني
فما خرج ليلةَ القدْر من سحّاب الهواء
سوى مسحّراتي الشعر يقرع طبلةَ السِّحْرِ
أنّ الكونَ حصانٌ أعرج.
مرّت الثلاثون ولم يخرج يوشع من لغته
مرّت الأربعون ولم يخرج طه من قبيلته
وستمرّ الستون والسبعون والثمانون
وموسى على شفا جرف هارٍ
يعلك عماه
منتظرًا ميعاد السماء.
+++
نصف قرن
كأنّ الأرضَ تعدو خلفي...
كأنّ الشعرَ...
كأنّ الداكنَ القاحلَ
القادمَ صوبي
والهارب أنا منه في بلاد الغربة
شبهُ جزيرة عربيّة.
احتفالية جامعة بون بتاريخ ١٠/ ١٢ / ٢٠٢٠تحت عنوان الوطن الحب الغربة
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
10 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: