غرقٌ عظيمٌ ..بقلم زكريا شيخ أحمد / سوريا

 غرقٌ عظيمٌ



تسمحُ الأشجارُ للعصافيرِ

أنْ تحطَّ على أغصانِها دونَ أيِّ مقابلٍ ،

ربما لأنَّها تحبُّ أغانيَ العصافيرِ 

أو حتى لا تشعرَ بالوحدةِ .

لو كنْتُ عصفوراً لملأْتُ فميَ ماءاً

و سقيتُ الشجرةَ التي أُريدُ أَنْ أَحطَّ 

على أغصانِها .


لا أُعلقُ صورةً لي على الجدارِ ،

ما ذنبُ الجدارِ لأغرزَ فيهِ مسماراً !!

ما ذنبُهُ حتى أكتمَ على أنفاسِهِ بصورتي !!


أَذهبُ للبحرِ لأَسبحَ قليلاً 

ثم أتمشى بالقربِ منَ الشاطئءِ

لأعيدَ للبحرِ موجاتِهِ الضالةَ

ثُمَّ أبتسمُ و أنا أراقبُها

كيفَ تهرولُ نحو الشاطىءِ

تماماً كما يهرولُ طفلٌ تائِهٌ يجدُ أُمهَ

و يقذفُ بنفسِهِ لحضنِ أمهِ .


حتى لو كانَ الطقسُ بارداً جداً ،

أذهبُ للنهرِ يومياً ،

آخذُ معي كومةَ قشٍّ ، 

ارميها في النهرِ ،

لعلَ قشّةً منها تنقذُ مشرفاً على الغرقِ .


يا الله أمطرْ علينا قشّاً ،

ينقذُنا من هذا الغرقِ العظيمِ.

غرقٌ عظيمٌ ..بقلم زكريا شيخ أحمد / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.