قررت اليوم ....لبنى ونوس / سوريا
قررت اليوم
أن أمشي دون وحدتي
تركتها خلفي تلهو في زوايا البيت
واقفلت عليها
كنت قد ارتديت ملابسي السميكة
ووشاحي الصوفي
وتركت رأسي عاريا
كان الزمهرير لئيما
ولكن قلبي العنيد لم يأبه له
فموقد الفكرة فيه
يبسط سلطته بسوط ابتسامة
في اول خطوة
كانت الخفة لاتطاق
لكأن العالم بات طائرة ورقية
في الخطوة الثانية
تحولت لكائن لامرئي
لا أراني
ولكن مابال تلك السنديانة تخاطب احدهم
أن يحضن جذعها كما كنت افعل
أيعقل هذا
السنديانة
وتلك الطاولة التي كنت اجلس عليها تحتها
وحجارة السور المرصوفة
كل شيء ينظر باتجاهي كمن يراني
ولا أراني
في الخطوة الثالثة
كانت شاسعة بحيث لم أعد أرى بيتي
ووحدتي الحبيسة به
وأنا أمشي الهوينا
البنفسج استوطن الهواء
مرايا السماء غشاها بخار الكلمات
وحفيف الصمت يؤلف أغنية
وبلا أدنى إشارة
شيء ما أمسك بيدي
لقد بدأت أرى أناملي
وكموت مفاجيء
كانت هي
وحدتي الصغيرة بضفائر من ماء
تتشبث بي
وأنا مافتئت منذ لمستها
أرى جسدا ينعكس في كل المرايا
مرايا الآن
إنه أنا
كانت وحدتي رسول الدمع
رسول غفوة السمع
تعيد تشكيل كياني
لأراني .
ليست هناك تعليقات: