صرتُ نحيلاً .....بسام المسعودي / اليمن

 صرتُ نحيلاً

متغطرساً

ووجهي ممرج بالشتات

بين الوجوه المبتدئة رحلة التيه،

وحدي لا أزال تائهاً

أتدفق داخل جراب حياة دفينة،

لا شيء يرافقني سوى الكفاح والكدح

وكأنّني في حلم لاذع،

أرمم لِمَ بعد الدمار الذي يبني داخلي شاعراً

مكتظاً بمسافاتٍ بعيدةٍ

تفتق قوافي النجاة بين أصابعي

وتفتَحُ فوقي سقف القصيدة،

أتساءل:

كيف كانت فتحاتُ الحياة ضيّقة

وكيف شم أنفي رائحة العبور منها

كيف لروحي أن تحتقر آخر مشهد من مشاهد شتاتي

في غابر الأيّام.

أنا ذلك الشعر الضال بين الثأليل والحشائش المنتشية بحقل الشرارة 

أيقنت بوضوح أن القصائد الخائفة

عاجزة عن التعبير عني وعن كيف سأغلف عظام صبري،

أيقنت أن تلك البرودة في قلبي مثل ذلك الخدر من الشتاء

ومثل إستغاثة لم يستجب العالم لإرادتها

ثم يصبح الحزن أجمل ما تناله روحي بصريرها المحشور داخلي.

معطفي قديم

يُظهر عجز صدري عن صد برد القصائد

وخطوط كفي لم تكن مسطحة

كي ترأف بعجز قافيتي

خطوط كفي تغذيها رحمة الدفء،لكني لا أرمقها قط،

ولا شيء يؤدي بي للإيمان باللا شيء

ويدعو للعيش دون حزن،دون ألم

ودون التفات إلى ما وراء ضحكتي اليابسة.

أنمو بتؤدة المفاصل المرتبكة من بياض

الكالسيوم في حليب السكينة 

وعندما تصحبني في النهارات الحزينة

سجايا المطر

أتدفق غزيراً على حقول ذاكرتي

كي أعلم أنّي أعيش مكتملاً

أعيش بيدين تجيد صفع ضمير الأيّام

وعينين مرهقة من ملاحقة ظل

أفراحي الضالة

وبأصابع تحصيها خيبات قصائدي

وكي أعلم أنّي أعيش ورعاً عن دنيا المباهج ومنفتحاً على الحياة والموت وواعياً أني بليد دائمًا.

رجلٌ مثلي

إن أراد أن يسبق الغيب،

يمكنه تعلم الطيران بلا أجنحة

أو أن أدع عرافة الأحزان تدلل خطوط كفي

بدغدغتها

وبقراءة عابرة لحظي العاثر،

أن لا يدمر الإنسان شيئاً من أجل العيش بلا دمار،

عليه أن يصير مجنوناً

وأنَ يلقي نفسه للتهلكة

ويسمع أصوات السماء

وأن العمر الذي كان

كئيباً 

داخل جسده سيصيره رجلاً عاثراً

يبحث عن أسئلة المدد وهو على مذبحة الزهور.

رجلٌ مثلي

إذا ما فكر أن يعيش السعادة والحزن معاً 

وبلا آلام أو ثقل قيود

علية أن يتجشم عناء بلد يعيش فيه كأنه زنزانة

وحين أفرجوا عنه نطقوا باسمه

وكأنه سمعه للمرةِ الأولى،

كأنه سمعه بالطريقةِ التي كانت أمه تناديه به

وبالطريقة التي جعلته أكبر مع الحزن وأقل من فرح مولده.