الأمر ليس أنني فقدت لساني ...خديجة غزيل / تونس

 الأمر ليس أنني فقدت لساني 


حين قفزت من السفح إلى القِّمة

لكنني أحفظه الآن 

لألقي به بأقصى قوة لحظة تتشابك 

روحي مع النجم الغريب


الأمر ليس أنني أحب 

ليس أنني توقفت عن الحب 

  

مازلت أُبقي طيوري مكشوفة في الظلام

كي تجرّب جَذَل البغتَة  

وتهجر الصورة الرتيبة للأعشاش  


 أتبدّل لأشبهَ تلك البَغتة

وأشبه بمزاجي المرِح زهرات اليهق في الصباح

 وأشبه بروحي المتفتحة الطريق البري المبلل  


الأمر ليس أنني أمضي قدما 

أم أعود إلى الوراء

كل ما هناك  

قدماي على دواسة البنزين 

وقلبي معلق بالفرامل  

  

ربما لو كنت عمياء 

لكان الطريق مُضاءا أكثر 

ولأبصرَ الشرارة الأولى للعدم  

تلك التي أحرقت رأس العالم

 وفطرت قلبه


بماذا نداويه؟ 

نَصُفّ القلب على القلب 

ونقول انتهى الجرح 

 وفي كل ركن من أجسادنا 

حياة جديدة لا تَفتح 

وشُبّاك قديم لا يُغلق 


حتى كرسيّ الخشب 

يبكي لأنه يكبر بسرعة

والأشهر 

مثل أوراق التفاح المستعجلة

تغرب ورقة ورقه

الأمر ليس أنني فقدت لساني ...خديجة غزيل / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.