فواتير عتمتي ...بقلم ريناس انجيم /ليبيا




ذلك الذي سدد فواتير عتمتي..

في الخفاء.. 

وأنا بين فكي الحيرة..

وانتشلني من هوة الضياع.. 

دون أي مقابل..

ولا حتى كلمة شكر.. 

أحبك..

فلم يكن للقنديل من حيلة.. 

غير أن يضيء

وإلا عوقب بالإهمال..

على رف خزانة منسية..

أصابها الهجر..

بعد أن كانت تعج بالبخور والحرير..

و حكايا الجدة.. 

وملامح الحياة في كل نواحيها.. 

صارت مرتعا لتفاصيل مهملة.. 

لا أحد يأبه لها..

كـ جذور شجرة شابة..

وارفة الجمال.. 

تعالت.. 

وتفرعت.. 

واستكبرت.. 

حتى أصبحت في نظر مالكها حطبا.. 

فـ أصابها خريف التخلي.. 

فلم يكن لها منفذا..

الا ان تدفع ثمن تهورها.. 

حطبا يبعث الدفء..

لمن كانوا يستظلون بظلها..

كانت شاهقة السمعة.. 

باسقة الصيت.. 

كانوا يثنون على دفئها كما ظلها..

وكانت جذورها تعاني الوحدة..

دونما احد يشاركها الألم..

نسوا وتناسوا.. 

ارجوحة تلك الطفلة.. 

التي كانت تبحر بها في عالم الفرح.. 

و مواعيد للحظات تاريخية.. 

تركها عشاقها بعد اول نشوة.. 

عند أول قبلة.. 

وأول عناق.. 

أحرقوا  الحب.. 

و دفنوا صدى الضحكات.. 

ذلك الدخان..

الذي ادمع عيون المجتمعين..

حول المدفأة.. 

لم يكن سوى عزاء أقامته الطبيعة.. 

حزنا على تلك العصافير..

التي فقدت صوتها برحيل الشجرة..

مشهد يتكرر في رزنامتي

يكتم انفاسي

يجعل مني باهتة الدهشة

مخاض يصيب خاصرة عمري.. 

كلما تدثرت بدفئها.. 

أود لو اتقيأ قصائدي..

التي كتبتها وأنا في حالة حب..

او اقطع عنقها..

واجعل دمها يغسل وجه الندم..

فلا شيء يستطيع وصف ما أنا عليه..

غير طفلة في عزاء ابيها..

تبحث عنه بين المعزين...

كي يشتري لها الحلوى..!!

فواتير عتمتي ...بقلم ريناس انجيم /ليبيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 يناير Rating: 5

هناك تعليق واحد:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.