أرحل لأكون الأبد ...حواء فاعور / سوريا

 أرحل لأكون الأبد ، بكل أَنفة مع آثامي حاولت أن أُتلِف روحي فيك، أنا التي عجز الله عن حسر غضبي  ، 

ليس بمقدورك أن تحسره ، وحين لا تحتمل جحيمي لن تتمتع بفردوسي أبداً.

كان من الواجب أن لا تقول كلاماً عابراً يتعلق بلحظتك ويتمدد في وقتي ، 

وقتي هذا الوهم الذي غذيته بك! 

وقتي المتضخم الذي فقد ماهيته ووظيفته حين كاد ينفجر من كثافة الأحداث وقصره .

اذكر مرة أن قذيفة هاون سقطت خلفي على بعد  خمسين متر تقريباً، وأنا حبلى.

 لم أمت 

لم يمت جنيني ، لأني لا أعرف أن أخاف ، لكني كنت هلعة حين فكرت أنه من الممكن أن يمضي يوم واحد دونك!

كم عليك أن تعرف الآن حجم القسوة في أن لا أكون نفسي لأكون معك ، 

أن أتخلى عن خيالاتي كلها ، لأُجسّد وهمك في الحقيقة!

أتعالى على الألم والوقت والإهانة ، 

أنا الإلهة السيئة 

 تنازلت عن فردانيتي دون أن أنتبه، وانغمست في الشراكة الفاشلة حكماً!

ليصير للسماء والأرض والتراب معنى هو أنت ، أنت فقط لأكون أنا .

لم يخطر على بالي كيف من الممكن أن تقال جملة:( إما أنا أو أنت) ، لو أني فكرت فيها مرة لقلت حتماً حينها أنت أنت أنت لأكون أنا .

أنا الإلهة التي عبدت مخلوقها ،امنح الغفران لأنه من السحر ، الغفران الذي عجزت عن منحه لأنك تخفي في جيبك الخلفي رجلاً لم أعرفه!

الآن، بخطوة واحدة إلى الوراء ، طاعنة مثل جوع الأطفال ،

وحزينة مثل عيون الجدات اللواتي لا يزورهن أحد!

أستعيد السماء والأرض والتراب لتصير كلها 

بلا معنى!


أنا ربة الكآبة والغضب 

أنا الجحيم الفائر ، أنا الفردوس الأعلى 

انا التي حين أراد الله أن يزين كتفه وشمني عليه!


من بئري والعتم 

من الوحدة 

من الغضب 

من التشرد 

من الأسئلة والحيرة 

من الكلام الذي حذفته من قلبي 

من بيت قلبي  تحت الأرض  

من بياضي وسمرتك والرمادي 

لن أناديك أبداً

وسأكتفي بحبة تحمل يومي!

أنا ابنة الكون ورفيقته ، أنا الكون 

لن تعرف أبداً

كم أحببتك!

#حواءفاعور



أرحل لأكون الأبد ...حواء فاعور / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.