أرسمُ نوافذَ ...بسما أمير / سوريا

 كلُّ محاولاتي لأكونَ أنثى

تليقُ بالفرح باءَتْ بالفَشل 


أنا امرأةٌ كانتْ صرختُها الأولى 

في دائرة 

ولدْتُ حُبلى بأحلامٍ 

قيلَ لي لا حقاً أنّها غيرُ شرعيّة 

مادامَتْ مقَاييسُها لا تناسبُ 

قواعد دوائرِ القبيلة 


أمّي ببساطةِ فطرتِها ، 

وهبَتْ سُرّتَها مُغمضةَ العينين للقدر 


ولفّتْ أولَ حبلٍ حولَ رَقبةِ أحلامي الغضّة 

حين اعتقدتْ أن لاحياةَ خارجَ 

دائرتِها 

كانت كلّما أرهفتْ سمعها لصدى جُدران 

الحيّ شدّت القِماطَ على قلبي

لتُجهضَ حلمي 


هذي الوجوهُ المهشّمةُ التي

صنعتْها أوهامُ دوائر أمّي  

هي بقايا أحلامي المشوّهة 


ومنذُ قرنٍ وأكثر  وانا أناطحُ الجُدرَ 

أمسكُ بقلميِ وأرسمُ نوافذَ في محيطِ 

الدوائرِ المُغلقة 

وأرسمُ أرجلأ كثيرةً لنساءٍ متعبات  

بكعبٍ عالٍ  وأحمرَ شفاهٍ تعبرُ منها 

ولا تلتفتُ للوراءِ      




.

أرسمُ نوافذَ ...بسما أمير / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.