رجل قصير جدا بقلم هيثم الأمين تونس

يصير ثقيلا جدا
معطف اللامبالاة الذي أرتديه
كلّما هطل على صدري الحنين
أَوَ تعلمين كم هو بارد جدا بلل الحنين
و كم يحتاج رجل مثلي
من قصيدة شوقْ
ليحتمل قليلا
بلل الحنين؟!
قصائد الشّوق لا تجفّف بلل الحنين
و إنّما أكتُبُها
من أجل استحضار تفاصيلك الصّغيرة
بعدها
أجمع تفاصيلك الصّغيرة عقدة، عقدة
فيصير عندي
حبل غسيل أنشُرني عليه
لمدّة بكاء و وعد بقبلة
فأجفّ قليلا من الحنينْ.
يا زهرة قمّة جبل الرّحيل
و ما أعلاه جبل الرّحيل
بطول أمنية جثّة في العودة للحياة طولُ جبل الرّحيل
و أنا
رجل قصير جدا
فطولي لا يتعدّى طول ابتسامة في حربْ
فهل تدركين كم عمرا أحتاجْ
لأصل لقمّة جبل الرّحيل؟!
أحنّ إليك
حنين مغرم بالموسيقى
فقد سمعه قبل عشرين عاما أو يزيدْ
أحنّ إليك
حنين الأبواب و النوافذ الخشبيّة
للعصافير التي عششت في أحضانها زمن كانت شجرة
و أحنّ إليك
فوق ما يعتقدون و تعتقدينْ.
بلّلني الحنين
فاحتطبي لأجلي من غابات الشّعر قصيدة
قولي فيها
أيّ خبر عنك
و لو كان خبرا عن زرّ في قميصك
أو خبرا عن الطريق الذي تمشين فيه كل يوم
قولي أيّ شيء
و اختمي القصيدة
بـ" سأعود"
حتّى و لو كنت ستعودين بعد موتي
فقط
قولي
لأجفّ قليلا
من بلل الحنين
و لأشعر، لمرة واحدة، بالدّفء
و بأنّي رجل طويل.