ان تكونَ وحدَكَ ..ميشال سعادة / لبنان
ان تكونَ وحدَكَ
11
أَن تَكُونَ وَحدَكَ
تَقُودُكَ الشَّجَاعَةُ فِي الفِكرِ
فِي السَّوَاعِدِ
حَنِينٌ يَعُودُ بِكَ إِلى امرَأةٍ
تَجِيءُ مِن صَدَى السِّنِينِ
يَكبَرُ الفَرَحُ وَيَعظُمُ عَلَى بَرَاعِمِ الأغَانِي
فِي صَدَى الوِديَانِ
وَرَجعِ الرُّعيَانِ
كَلبٌ لا يَنِي يَنبَحُ
إِلتَزِمِ الصَّمتَ كَي يَمُرَّ القَطِيعُ ...
هَذَا الحُبُّ لَكَ
وَالأمرُ لَكَ
وَلَكَ هَدِيلُ الحَمِامِ
وَشمٌ عَلَى سَوَاعِدِ الحَيَاةِ
مَعًا جِئنَا لِفَرَحٍ عَظِيمٍ
لنَحصُدَ مَعًا –
نَصرَ العَائِدِينَ
وَأَمجَادَ قِيَامَةِ الحَقِّ
عَلَى
مَدَارِجِ
الحَيَاة !
أَن تَكُونَ وَحدَكَ
لا أظُنُّكَ تُخطِىءُ لأَنَّكَ تُحِبُّ
حَولَكَ أَفكَارٌ مُكَدَّسَةٌ
بَشَرٌ يَعِيشُونَ يَتَقَاتَلُونَ
فَضَاءٌ مُشَوَّشٌ
يَأسٌ .. دَمَارٌ .. خَرَابْ
دُخَانٌ دُخَانٌ دُخَانْ
يَتَصَاعَدُ مِن أُنوفِ الكِبَار
صِغَارٌ يَتَنَشَّقُونَ ..
يَنتَحِرُ زَهرُ اليَاسَمِِينِ
عَلَى مَذَابِحِ الشَّهَوَاتِ
يَبكِي الوَردُ شَوقًا لِنُقطَةِ ماءٍ
وَالأيدِي التِي سَقَتْهُ أَمسِ
التَزَمَتِ المَلَاجِىءَ
وَالتَحَفَتْ أَكيَاسَ الرَّملِ
وَعَلَى مَدَاخِلِ العَمَارَاتِ
عُيُونٌ فَقَدَتْ أَلوَانَهَا ..
عُيُونٌ تَشتَاقُ النُّعَاسَ
قَلَقٌ لا يَرحَمُ
تَشتَاقُ أَصوَاتُنَا
أَصوَاتَ المُحِبِّينَ وَلا هَوَاتِفَ !
زَمَنٌ قاسٍ ..
أَلطَّبِيعَةُ فِي الخَارِجِ
تَبكِي تُوَلوِلُ
وَرَأيتُ عَاصَفَةً فِي الخَارِجِ
تَحنُو عَلَى عُيُونِ الشَّجَرِ
تَرأَفُ عَلَى أَورَاقِهَا المُرتَعِدَة
تَسأَلُ العَقلَ أَن يَفِيقَ
مِن نَومٍ عَمِيقٍ
وَالعَاطِفَةَ
أَنْ تَلُفَّ الشَّوَارِعَ المُشتَاقَةَ
لِوَقعِ الأَقدَامِ
لِلحَرَكَةِ .. للبَرَكةَ ..
12
آدَمٍ !
مَارِسْ لُعبَةَ التَّكوِينِ
إِرحَلْ عَلَى الجِيَادِ البِيضِ
فَارِسًا يَعشَقُ حَمحَماتِ البَوَادِي
لا يَأبَهُ رَمادًا يُذَرُّ فِي العُيُونِ
وَإنِ الشَّعرُ أَشعَثُ يَغسِلُهُ
غُبَارُ الأيَّامِ المَطّوِيَّةِ بَلَا حُدُودٍ
كأَنَّ النِّسيَانَ إنسَانٌ
جَلَسَ إِلى خَابيَةِ العُمرِ
وَمِعصَرَةِ الزَّمَان ..
كأَنَّ البُركَانَ عَاطِفَةٌ
وِالرِّيحَ رَسُولٌ
وَالشَّمسَ حُبلَى بِنُجُومٍ
تِجَمَّعَتْ فِي الأَدِيمِ
عَاتِبَتْ رَبَّهَا
كَانَ القَمَر ..
كأنَّكَ حَطَّابٌ
يَجمَعُ اللَّيلَ مَشحَرَةً
عَلَى بيَادِرِ الأحلَام ..
13
آدم !
أَشعِلْ فِكرَةً وَاحِدَةً تَتَوَالِدُ
إِرفَعْ يَدَكَ
إلى سَيِّدَةٍ تُمطِرُكَ رَحمَةً
تَخلَعُ عَلَيكَ بَرَكاتٍ مَشفُوعَةً
بِإيقاعِ الحُبِّ
وَجذوةً رَجَوتَها آلَتْ إِلَيكَ
يَا حَطَّابَ الوَعرِ والعُمرِ ..
آدَمُ !
وَالدُّنيَا مَسَاء
شُبَّاكُ النَّرجِسِ
عَلَى الضَّوءِ مَفْتُوحٌ لِلأقَاحِ مَكانٌ
فِي طَبِيعَةِ الجَسَدِ المَلهُوفِ ..
الوَردُ _
قُبَلاتٌ مَزرُوعَةٌ تَرَكَتهَا التي أُحِبُّها
عَلَى وَجْهِ التُّرَاب ..
(.....)
ميشال سعادة
آذار / نيسان / أيَّار
1988
من ديوان
[ خَربَشَاتٌ في جَسَدِ القَصِيدَة ]
ليست هناك تعليقات: