على قيد الحياة..سلوى اسماعيل / سوريا

 على قيد الحياة

................

حين أموت لا أريد أن 

أدفن في حفرة 

أخاف العتمة 

الأماكن الضيقة كانت تخنقني

لا أريد وروداً لم يتذكرني بها أحد

وأنا على قيد الحياة 

أريد موتًا جميلًا دافئًا

كأن تُحرق جثتي 

كنت أكره البرد وآلام الروماتيزم 

ووجع المفاصل 

اكره رائحة الكريمات المسكنة للألم وحبوب الفولتارين

جميل أن اتحوّل إلى رماد دافئ

والأجمل أن تنثروني في البحر 

قد أصادف مركبًا غير شرعي يتخبط

أدفعه إلى بر الأمان 

فأنعم بالسلام

أو سماد  لأرض بور 

مؤمنة بأن الحبّ الذي في قلبي 

سيُنبِت من الحجر 

أجمل الزهور وأحلى الشجر

ستتحول الأرض قصائد شعر تتغنى بها

الحشائش ،العصافير ، وجدول

لا أريد أن ابقى تحت التراب 

أريد أن امتزج به 

مع الأرض الخضراء أتوحد

أن يتحول حضني بحيرة لطيور بجع

ذراعيّ اغصان تلاعب ضفائر الشمس

وفي الليل تجمع النجوم لتؤنس الشجر

عيوني مراكب عشاق تطوف البحيرة

رموشي تظلل أجساد انهكها التعب

رجليّ ستبقى عواميد مغروسة في الأرض

تحمل فوانيس مضيئة تهدي المراكب لبر الأمان

وربما محطة استراحة لطيور عابرة

ربما أشعر حينها 

أنني على قيد الحياة 

وكلّ ما مرّ كان الموت



على قيد الحياة..سلوى اسماعيل / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 15 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.