سكة عاشق مجنون..أحمد اسماعيل / سوريا

 سكة عاشق مجنون


كالقطار

رأسي يحمل

الزهر... و الطير... و الحجر... و الفحم.. و البشر

الكل يحسدني على هؤلاء

و الأرض... و الماء... و السماء

تشتهي حلم انحرافي

عن السكة السوداء

المدمنة على عشق ألواني... 

الأشواق التي أحرضها على الهروب

مكبلة... 

عجلاتها مقيدة بعيون السكة


هي

 تهتم بكل تفاصيلي المملة

السرعة التي لا تلزمها  المكابح...

وقوفي في المحطات المنسية... 

تصاعد الدخان من رأسي

مضيي للأمام.... وكل شيء جميل يهرب للخلف... 

و الثقة بأن أحمالي تعيق  بتفان 

حوارات القلب... 


الحجارة التي تحملها المقاعد

لا تستهوي رؤى الفحم المشتعل

تقول في غيبوبتها

لو لم تضح بنفسها

لتحولت لألماس


و الفحم طلع على لسانه الشعر

و هو يروي للحجر

كيف صنع منه رمز 

للانتفاضة

و الحرية

و الصمود

لا يزال إلى الآن

أبو الهول جالسا على قلب الأهرامات

و الثور المجنح على بوابة نينوى يلقي الرعب في النفوس

لا تكن كالسامري

هات يدك أقبلها

أصغ و لو لمرة.... أيها الحجر


الزهر  و الطير و ما تبقى

يغردون في القصيدة

و  القصيدة عالم من ورق

لا غصن فيه لتتكئ عليه الأغاني

مادام الحوار العميق... سطحيا

يكتبه بالأحمر مجهولون

يسميهم المجاز............ بشر


أيتها السكة الحبيبة

متى أتوقف عن العمل؟ 

أريد أن أصدأ و تتفكك مفاصلي... 

لعل التراب يبتلعني... فأتحلل من أحمالي

أو يعاد تلويني بالزهر و الطير

كأي خردة في خريفها

تزين المتاحف و الحكايات

و من ينظر إليها 

لا يعتبرها مجرد صور


بقلمي  أحمد اسماعيل   /سوريا



سكة عاشق مجنون..أحمد اسماعيل / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.