لَسْتُ عَاطِلاً...حسن الخندوقي / المغرب

 ▪ لَسْتُ عَاطِلاً...


لست عاطلا

حين أغسل ثيابَ العجوزِ الطاهرةَِ

لست عاطلا 

و أنا أتحرى أوقات صلاتها و دوائها

لست عاطلا 

إذ أكنس نمل العمر عن ذاكرتها (المُزَهْمَرَة)

لست عاطلا 

بينما أؤنس وحدتَها العتيقةَ

فتزهر وحدتي في حضرتها


لست عاطلا 

حين أروض ذاكرتي.. صباح مساء و ما بينهما

على عدم نسيان تلك الطفلة النادرة

حتى و إن كان تَذَكُّري إياها

لم يعد يعني لها شيئا


لست عاطلا 

و أنا ألبس و آكل و أشرب 

مثل البعض و خيرا من البعض و دون البعض

و أدخن و (أَتَقَهْوى) كل يوم

و أسافر و أعود.. أحيانا

و ألتقط الصور.. للذكرى


لست عاطلا 

إذ أجاهد كل ثانية

وسوسة الشيطان

و أجالد خميس الشهوات

و أؤدي خمس صلوات.. في اليوم

حتى و إن لم أَرْضَ على طريقة أدائها

شكلا و مضمونا


لست عاطلا 

أنا الذي يكتب كل هاته (الأشعار)

و يقرأ كَمّاً آخر.. شعرا و نثرا و ما بينهما


العاطل حقا، لا يكتب الأشعار

العاطل حقا، يصاب بالجنون

أو ينتحر...


أنا لست عاطلا عن العمل

بالمعنى الحَرفي

يا من وَقَّعَ قرار عزلي من العمل

دون أن يراني أو يسمعني

خرقاً لكل القوانين !!!


أنا، هنا، أحيا كما وصفتُ لك/م

بين عجوز طاهرة و طفلة نادرة

أعلو الوجع أحيانا

و يعلوني أَحَايِين

أخوض حروبي كَرّاً و فَرّاً.. كل يوم

كل زادي و سلاحي 

صاعٌ مباركٌ من لغة

و رحىً لطحن حبوب الوقت.. قصيدةً

مطمئنا بالنصر

ف 《إن ينصركم الله فلا غالب لكم》


آه.. ها قد ضحكتُ مِنِّي قليلاً

بينما مِلْحُ الروحِ يَجْرِفُ ضَحِكي مِنّي

و يُشَقِّقُ جِلْدَ الواقع القاسي

ليُشْهِدَني على وَشْمِ الحقيقةِ

أنني عاطلٌ.. عاطلٌ.. عاطل...


فامسحوا عنوان هذا النص (لستُ عاطلاً)

و اكتبوا مكانه (عاطلُ.. عاطلٌ.. عاطل...)

إلى ما لا نهاية...

كي يستقيم الشعر على الحقيقة

دون أن يَرْكَبَ أكذوبةَ الجمال و الأمل

فما في جُبَّةِ القصيدة و (طَاحِنِها) 

غير البطالة و الملل...


                           ح - خ  ( ابن الزاوية )



لَسْتُ عَاطِلاً...حسن الخندوقي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 06 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.