فخاخ بيضاء ..جنس الناي ..عدم ..معاذ السمعي / اليمن
_______1
فخاخ بيضاء
__
مياه زرقاء
وأدمغة زرقاء
وأخاديد مالحة.
كدوائر البسكويت
نغمس هشاشتنا في البحر.
خيباتنا..
نصطاد أحاديثنا ..
تقزم البحر
ونحن.....
نحن لم نكبر..!!!!
••••
للبحر أن يتخلى الآن عن ٱبوته
الباطلة
ويعتق ما تبقى من سلالة الكلام،
ولك أن تتخلى عن تقاسيمك القديمة
وتركض عاريا في الشمس،
أن تفلت لسانك في النص،
وتكتب لبحرك أنت ،
إنسانك "البسيط" "الكامل" بك
حزنك "المجتث" "المتقارب" منك
رصيفك "المُحدٓث" "مضارعك"الغد
شارعك "الطويل" "المديد"بأسمائك أنت
دع أسماء غيرك للريح والتف وحدك كطريق جبلي ..
راود شيطانة الشعر تارة عن "وافر" المعنى وتارة...
قشر أناملك مرتين
ثلاث، اربع
ثمان، عشر ..... بحسب الحاجة لريش حمامٍ أو منقار ديك...
"خفيفا" لتعبر نصفك المبلول
حادا لنقر الأصداف الصدئة في عيون العشب.....
'في البحر فخاخ بيضاء.
لا تغتصب سنبلة أصغر من فكرة
ولا تزوج نفسك بظل أكبر منك بمفردتين.....
••
حرر علاقتك المعقدة بالنص
واغرس حوافرك البائسة في ظهر الغيب.
غدا، يسقط مغشيا على نفسه،
الضلال بلا رحمة
ويظل المكان أبيض،
أبيض لا يملك من اسمه مآوى..
بعد غد ستقرأ نعي التنين الآخير
على لفافة نقانق يابسة،
تصدق بها عليك من مائدتك،
ولك أن تتخيل
جحافل الدببة وأسراب الخفافيش
المحتشدة في القصر..
في الخانة العاشرة من النص القادم
تختنق الحرب.........
_______2
جنس الناي
__
أود لو أكتب
نصا
لا تهزمني فيه رائحة
البارود
ولا تأكلني فيه الشوارع والليالي
الباردة،
نصا
ولو لمرة واحدة في عمر
أناملي
الأطول
من فهقة مساء على الحائط،
نصا
بماء الورد يسقطني گـ"جين" متفرد
لجنس الناي
وأسلاف الموسيقى.
مللت....
مللت الكتابة بالدم والدمع
ومللت هزائمي.
-
أود لو أكتب
نصا
واحدا يا الله
ينبذني في العراء ليتسنى شكرك
في مساحات الرضا
بدلا من تعرضي
نازفا
ثائرا
رافضا
باكيا
شاكيا على بابك،
نصا
بلا مؤأثرات
بلا مجاز
بلا انزياح
بلا عقد،
مبيضا نقيا واضحا
كأنت،
نصا
يعيد لي الموجات الصوتية
لكلماتك الٱولى،
لطنين أناملك على جسد الصفصاف
وأنت تخلقني من العدم.
نصا
بأي لسان وأي شكل تريد....
- في شتلة وليدة تحبو الى فناء منزلنا
وتستلقي في الشمس،
- في شجرة حلوبة في الوادي،
- في حقيبة طفل ذاهب أو عائد من مستقبله البعيد،
الـقريب،
- في سور حديقة مزهرة بغدٍ مكتظ
بي وبك،
- في عيون الباعة
في بضائعهم البسيطة
وبساطتهم
الودودة،
- في تخمة الرصيف وأناقة
المتجولين.....
-
أود أن أكتب
نصا
يفلتني من أمعاء الحرب مبلولا بكل قذارتها
الكريهة
ويرمي بي في غسالة
ٱمي،
غسالة ٱمي.!!
يا الله..!
إنها لا تعمل منذ ربع قرن
فهل ستسألني
لماذا..؟!
وأنت تعلم أنها لا تدور في العتمة،
ونحن هناك.....
في إبط
شارع كسول
وفم دبابة جائعة،
نلعق عتمة
النهار
وعتمة الحي
وعتمة النص...
سئمت..... قراءة
القذائف
وتصفح الأشلاء.
مللت.... الكتابة بالدم والدمع
ومللت هزائمي،
أود أن أكتب نصا لحبيبتي........
_______3
عدم
_____
أنا لم ٱخلق بعد،
فلماذا أخشى
الموت،؟
المرة الوحيدة
التي حاولت فيها الخروج من العدم
كانت من نصيب امرأة مصابة بمتلازمة
"اكتور دكتايلي"
أكملت أنا إحداهما
وأكملت هي
الٱخرى
بالفقرة الوحيدة على ظهري.
******
المدى أقصر مني
والٱفق لا يتجاوز سقف
صفيحتي الصدئة في أسفل
الحي،
فلماذا قد أخاف السقوط .؟
****
تحت أحداق "الكلاشينكوف" شارع
عاري
/تقول جارتنا/
وأماكن ملغومة بنوايا الموت.
لا تعبر الشارع..... الحرب بوابتك الوحيدة
للعدم،
سأعبر الآن.
يقول طيف من العدم الطفولي.
تلك الأماكن أنا
ونصف الشارع ملكي..
عبـــــــــرت.....
ولم يشفع لي شتات قميصي
الوردي.
ولا أحذيتي المبتورة.....!!
في الأمس
تحديدا بعد سقوط الليل
في ضمائر السلطات
بدقائق،
وشت بنا أضواء السيارةِ
لوحش في التلةِ
المقابلة.
ألتهمت قذيفته كتف
الرصيف
وشيء من رأس صديقي..
صديقي سيكون بخير،
لكنه سيعيش بلا وجه
تماما
كهذه
المدينة....
______
معاذ السمعي
ليست هناك تعليقات: