حسبيّ من يديكَ حملَ الهموم..سمر بريك / سوريا

 حسبيّ من يديكَ حملَ الهموم

________________________

كنتُ فقط أبطئُ النزف

كي لا أفقدَ مزيداً من الموتِ

على هامشِ المعنى

و لا أُكْثِرُ من الحياةِ الموبوءةِ بالتماهي

في مساحاتِ الخيال

كنتُ فقط أرفعُ غيمَ الرّوح

إلى ما وراء المدى

كي أعبُرَ السَّقفَ القابعَ في ذهني

كشبحِ روحٍ لا تُشبهني

حينَ يتشكلُ مطراً

فاسقطُ قطرةً قطرة

على أرضِ قلبكَ

فتبتلُّ عروقٌ 

و ينبضُ وريد

كمسافةِ أمانٍ بينَ بين

أتركُ لي خيطَ قطنٍ

لم يُقطع بعد

كي أستكين

هاربةٌ

من الحنينِ الأحمقِ

من وميضِ الحُبِّ

من وجهٍ تتلبسهُ الابتسامة

هاربةٌ حتى حدودِ القيامة


و أنتَ

كغيمةِ صبحٍ ماطرة

تلفُّها ريحٌ و تمضي

تمطرُ بأرضٍ قاحلة

تمطرُ... و تمطر

و انا فقط كنتُ أنظر

و قلبي يباب

كنتُ أنتظرُ السّحاب


فلماذا تُستباحُ الحكايا

على نسيجِ القلب

لماذا يستشرسُ في صدري العذاب

كانقسامِ جنينٍ في رحمِ المدى

أُقاسِمُكَ الحياد 

فتعالَ نعبرَ أفقَ الحياة

لكَ همسُ الحنين 

مواجعُ الذّكريات

أنفاسُ الاقاحي الذابلة

لكَ الشّجنُ المكنونُ في النايات

لكَ انعتاقُ القلبِ

دمعُ الرّوحِ

و انفلاتُ الضّحكة من قلبِ البكاء

تعالَ نقتسمُ حَملي الثقيل

جراحٌ مخضبةٌ بالانين

و انشطارُ الروحِ

إلى قِبلتين

و في الحالتينِ عِبادة 


حسبيّ من يديكَ حملَ الهُموم

تختزلُ سؤالي

و تنداحُ سيرةُ الماضي

على راحتيكَ

فلنعد نلملمُ أشلاءَنا

كلَّما وافتنا منيةُ الذكريات


تعالَ نخاطبُ عصفورَ قلبي

كيفَ استفاق حالَ حُلمٍ

و ارتوى من نبضِكَ حتى اليقين

تعالَ نوزعُ أشيائي

بيني و بينكَ

قلبي لكَ

عمري لكَ

روحي لكَ

و ما حولَ حولَ المُقلتين 

شَعري و شِعري لكَ

و لي فيكَ هاتيكَ اليدين



حسبيّ من يديكَ حملَ الهموم..سمر بريك / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 مارس Rating: 5

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا لكل هذا الفيض استاذ زكريا كل الشكر و الأمتنان للهذا الكرم شكرا بلا انتهاء

    ردحذف
  2. كل الشكر و الامتنان استاذ زكريا شكرا لهذا الكرم على النشر و التوثيق شكرا بلا انتهاء

    ردحذف

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.