هذا الليل رجل سكران..هيثم الأمين/ تونس

 هذا الليل رجل سكران؛

يعرج

و يترنّح في كلّ المدينة...

يبصق في وجه الأبواب،

يشتم النوافذ

و يغنّي

و كلّما امتلأت مثانته 

تبوّل على صدري!

تقول أمّي:

مدينتنا لا ترحّب بالغرباء؛ 

فأين نسيت وجهك يا ولدي؟!!!

من جثّته المعلّقة، على الوقت، كإطار

يصرخ صوت أبي:

أين تركت وجهك؟؟

كيف سيعرفك الطّريق و نخلتنا و شتائمي؟!!

تمتلئ مثانة الليل

و يتبوّل على صدري!

تقول حبيبتي:

خذ وجهي معك لتعرفَكَ

و لتجدني حين لا تجد الطّريق...

يقهقه الليل 

كرجل باع خصيته، 

في المعتقل، 

ليشتري، بثمنهما، وطنا و زجاجة نبيذ 

و شتائم جديدة... 

و يتبوّل على صدري!!

وحده الليل، 

بكامل سكره،

كان يعلم أنّي أرتدي وجهي؛

وجهي الذي احترق

حين لوّح لي 

وجه صديقي، في قبره...



هذا الليل رجل سكران..هيثم الأمين/ تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.